منذ مدة لم يتم الاحتفاء باليوم العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار بالطريقة التي نفذتها الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض، إدارة تعليم الكبيرات، فقد كان هناك ندوة شاركت فيها الإداريات من إدارة تعليم الكبيرات وأساتذة من الجامعة حيث ألقوا الضوء على مشكلة الأمية وبعض الطرق والأساليب لمكافحتها والتعامل معها. قيمة هذا النشاط قد تكون قيمة معنوية كبرى أكثر من كونها قيمة علمية أو منهجية أو تخصصية ولكنه بداية لمجال كاد أن يختفي أو ينسى ضمن الأمور التعليمية الكثيرة التي تتولاها وزارة التربية والتعليم. اللافت للمترقب أن هناك حركة ثقافية تعليمية ونشاطات عملية تقودها معالي نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنات. ترأست الأستاذة نورة الفايز وفد المملكة العربية السعودية في المؤتمر السادس لتعليم الكبار الذي عقد في البرازيل، ثم تم افتتاح المبنى الموحد لإدارة التربية والتعليم النسائية، ثم عقدت ندوة الاحتفاء باليوم العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار، ثم اللقاء الحواري حول ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم، وغيرها من النشاطات التعليمية والتربوية الكثيرة التي ليس المجال لذكرها أو أن يكون الهدف هو تعدادها.
ولكن الهدف هو الحراك الذي بدأ يتخذ خطواته الأولى ويبدأ مساره الحقيقي والمأمول خاصة في مجال تعليم الكبار والتعليم المستمر حيث عانى هذا المجال من الإهمال وعدم الاكتراث بالرغم من ارتباطه الوثيق بمسيرة الوطن الاقتصادية والتعليمية والتنمية البشرية ولعل هذه الندوة تكون بداية انطلاقة علمية حقيقية للتعامل مع ظاهرة الأمية أو مشكلة الأمية، أو كارثة الأمية، أو مسألة الأمية أو قضية الأمية، أو آفة الأمية مهما كانت المسميات فقد تعددت وصلب القضية واحد. والمأمول أن تتبع هذه الندوة ندوات ومؤتمرات حول محو الأمية وتعليم الكبار ليس في يومها العربي والعالمي فقط بل في أوقات دورية ومتكررة حتى يتم تطوير هذا المجال والتعامل معه بما يتفق ويتماشى مع النظريات العلمية الحديثة الخاصة به مع الاتجاهات العالمية الحديثة، وحتى تتوافق منهجياتنا وفكرنا وآراؤنا وطرقنا وأساليبنا وطريقة تعاملنا وطرحنا لهذا الموضوع مع ما يعمل به عالمياً ودولياً. واعتقادي الشخصي أن معالي نائبة وزير التربية والتعليم لتعليم البنات هي من دفع بهذه الندوة للظهور، وقد قالت في كلمتها التي ألقتها في هذه الندوة أننا يجب أن نتعاون ونتكاتف وتكون أيدينا وجهودنا مجتمعة للتعامل مع مشكلة الأمية.
هذا الكلام ليس مدحاً أو مجاملة لمعالي النائب لتعليم البنات ولكن ما سمعته منها في أكثر من مناسبة وحماسها ورغبتها في التطوير يجعلنا نشد على أيديها وندعمها ونساندها معنوياً أقل الأحوال فمهمة التربية والتعليم من أصعب المهام التي تناط بأي مواطن. نعم لدينا مطمع أفضل في معالي النائب لتعليم البنات أن تسهم بشكل فاعل في تطوير الحركة التعليمية في المملكة العربية السعودية بشكل عام وأن يحظى مجال محو الأمية وتعليم الكبار باهتمام خاص من معاليها. ومن حق المواطن الصالح أو المواطنة الصالحة إذ رأينا إخلاصهم وحبهم لعلمهم أن نقول لهم شكراً وبارك الله فيكم فأقول شكراً لمعالي النائب لتعليم البنات وبارك الله فيك وعلى الله الاتكال.