يستبشر المواطنون في المملكة كثيراً بهطول الأمطار، وتغمر الفرحة الجميع إذا ما شمل سقوط الأمطار جميع مناطق المملكة لما تحمله الأمطار من خير عميم بخاصة للأراضي التي تروى بمياه الأمطار والتي تظل عطشى وترقب لهذه المياه التي تحيل الأرض الجرداء إلى خضراء محملة بخيرات الزرع والضرع.
بلادنا ذات الطبيعة الصحراوية هي الأكثر حباً وعشقاً لسقوط الأمطار.. الأمطار التي تروي الصحراء العطشى ولهذا فإن أبناء المملكة يحتفون وتغمرهم الفرحة عند سقوط الأمطار وهي فرحة وإن عكرتها ما تسببه السيول من أضرار في المدن التي تتعامل مع زيادة كميات المطر، إما إهمالاً أو لسوء استغلال الأودية وتحويل مساراتها، مما تسبب في كارثة جدة ولهذا فإن المواطنين ورغم الألم والحزن على فقدان الضحايا وحصول أضرار للممتلكات العامة والخاصة، فإنهم يرون للأمطار فائدة إضافية وهي تعرية الأجهزة والجهات المهملة التي لم تحسن التصرف لمواجهة مثل هذه الحالات من سيول أو زيادة في كميات الأمطار التي جعلت خادم الحرمين الشريفين يقود بنفسه حملة لمعالجة ما ترتب على الأمطار والسيول والتي لم تقتصر على محافظة جدة فقط، فمع تواصل سقوط الأمطار انكشفت سوءات بعض المشاريع، كما تابع المواطنون ذلك من خلال ما بثته محطات التلفاز وما نشرته الصحف.
إن ما ظهر في موسم الأمطار حتماً سيؤدي إلى تفشي وزيادة مساحة ثقافة المحاسبة واتساع رقعة النزاهة والمضي قدماً في محاربة الفساد وبخاصة أن قائد البلاد هو من أعلن الحملة ويقودها.
***