الجزيرة - خالد الحارثي - نايف الفضلي - سلطان القاران
أكّد عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء والأكاديميين وأساتذة الجامعات أن قرارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لدعم التعليم العالي في المملكة عجلت بتطور التعليم العالي وهيأت جميع سبل النجاح لانطلاقته نحو الوصول إلى العالمية، مشيرين إلى أن القرارات الأخيرة بتكفل الدولة بـ50% من المقبولين في الجامعات والكليات الأهلية يفتح الباب أمام الطلاب والطالبات للنهل من معين العلوم النافعة ويخلق تنافساً شريفاً بين طلاب الجامعات الأهلية.. وأن التعليم هو عصب كل تنمية وسر كل تقدم ومنطلق كل نهضة، وتتمحور مجمل قرارات المليك المفدى في إعطاء الأولوية لبناء الإنسان السعودي باعتباره محور التنمية الشاملة.
في البداية أوضح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبد العزيز الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية أن جملة القرارات التي أصدرها مجلس الوزراء في جلسته المتعلقة بتحفيز الطلاب على الالتحاق بالجامعات والكليات الأهلية والتعليم الموازي في المملكة، وضوابط الإلحاق بالبعثة لجميع التخصصات تأتي في إطار ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من أولوية لبناء الإنسان السعودي باعتباره محور التنمية الشاملة.
وقال سموه: (إن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني يتبنون إستراتيجية تنموية غير مسبوقة يمثل تطوير التعليم فيها محوراً رئيساً يحظي بكل الدعم والأولوية، الأمر الذي تجسّد عبر منظومة من المشروعات والخطط والبرامج والإجراءات ما بين إنشاء عدد من الجامعات الجديدة في مقدمتها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية واستئناف برنامج الابتعاث إلى أعرق الجامعات العالمية وطرح جملة من كراسي الأبحاث والدراسات المتخصصة، وإبرام اتفاقيات تعاون مع الأكاديميات الأشهر على مستوى العالم وغير ذلك).
وأشار سموه إلى أن قرار مجلس الوزراء شمل الدارسين في الجامعات الأهلية في الدول العربية والطلاب في الجامعات الأهلية داخل المملكة، حيث ستتحمل الدولة الرسوم الدراسية لـ»50» في المائة من أعداد من يقبلون سنوياً في الجامعات والكليات الأهلية وذلك لمدة خمس سنوات، وهو الأمر الذي يتيح عشرات الآلاف من فرص التعليم العالي واستقطاب الدارسين لتخصصات جديدة تأكدت حاجة سوق العمل لها، وكذلك تلبية رغبة العديد من الطلاب الذين يتطلعون للتخصص في مجالات يفضلونها بما يتيح المزيد من فرص الإبداع واكتشاف المواهب ودعمها بما ينعكس على مخرجات التعليم بشكل عام بمشيئة الله.
وبين أن مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية تشارك في هذا التوجه الوطني ضمن رسالتها (مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم) من خلال برنامجها للابتعاث والمنح الدراسية بالتعاون مع الجامعات المحلية والإقليمية والعالمية عبر عدد من الاتفاقيات.
وعدّ عميد معهد الملك عبد الله للبحوث والدراسات الاستشارية بجامعة الملك سعود الدكتور محمد بن عطية الحارثي قرارات مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة الخاصة بتشجيع الطلاب على الالتحاق بالجامعات والكليات الأهلية والتعليم الموازي في المملكة وإعادة ضوابط الالتحاق بالبعثات الدراسية.. اعتبره إضافة جديدة لما يشهده التعليم العالي حالياً من نقلة غير مسبوقة في تاريخ المملكة.
وبيّن د.الحارثي أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وحكومته الرشيدة بالتعليم عموماً والتعليم العالي خصوصاً يعكس ما يؤمن به الملك المفدى من إيمان تام بأن التعليم هو مفتاح التنمية في المجتمع.
وأكد أن تحمل الدولة للرسوم الدراسية لـ 50% من أعداد من يُقبلون سنوياً في الجامعات والكليات الأهلية لمدة خمس سنوات دعم جديد لطلاب التعليم العالي ولمؤسسات التعليم العالي الأهلية.
وأضاف: سيُسهم هذا القرار الإيجابي في خلق تنافس شريف بين طلاب الجامعات والكليات الأهلية ويحصل المجتهد على حقه من هذا القرار الذي يعدُّ استثماراً حقيقياً في رأس المال البشري.
وأوضح عميد معهد الملك عبد الله للبحوث والدراسات الاستشارية أن القرارات التي يصدرها خادم الحرمين الشريفين لدعم التعليم العالي في المملكة عجلت بتطور التعليم العالي وهيأت جميع ظروف النجاح لانطلاق التعليم العالي نحو الوصول للعالمية، وتابع يقول: يصعب جداً حصر الإنجازات التي تحققت للتعليم العالي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وفي كل حين نجد قرارات تؤكد إصراره - حفظه الله - على المضي قدماً في دعم التعليم في المملكة، واستشهد الدكتور محمد الحارثي بما تم تخصيصه لقطاع التعليم العام والتعليم العالي وتدريب القوى العاملة في ميزانية هذا العام (1413هـ 2010م) والبالغ حوالي 137.6 بليون ريال وهو ما يمثل أكثر من 25% من النفقات المعتمدة بزيادة قدرها 13% عمّا تم تخصيصه في الميزانية التي سبقتها.
قرار متوقع من قيادة واعية
من جانبه عبّر معالي مدير جامعة الأمير سلطان الدكتور أحمد بن صالح اليماني بقوله: مما لا خلاف فيه أن التعليم هو عصب كل تنمية، وسر كل تقدم، ومشعل كل بناء حضاري، ومنطلق كل نهضة؛ لذلك فإنه ليس من المستغرب ولا من المفاجئ بالنسبة لنا أن نشاهد ما نراه من اهتمام متواصل بدعم وتطوير التعليم بالمملكة من قبل قيادتنا الرشيدة؛ لأنه أمر نعايشه يومياً ونلمسه بشكل مباشر بصفتنا نحمل شرف الانتساب لهذا القطاع؛ خصوصاً إذا انضاف إلى ذلك معرفتنا التامة بما تتحلى به قيادتنا - حفظها الله - من بعد نظر ووعي عميق بأسرار التنمية وسبل التقدم في عالم أصبحت المنافسة فيه مفتوحة بين الأمم، بل إن هذا الأمر أصبح واقعًا معيشًا بالنسبة لكل شاب وكل أسرة.. فبعد أن كان الحصول على مقعد جامعي في زمن مضى -خصوصاً في تخصصات معينة- حلماً بعيد المنال، أصبح التعليم الجامعي مشاعًا لجميع أفراد المجتمع، كل حسب رغبته وإمكاناته، فقد تم فتح باب الابتعاث إلى الجامعات العالمية على مصراعيه، كما تم توسع غير مسبوق في الجامعات الحكومية، سواء من حيث إنشاء جامعات جديدة أو زيادة استيعاب الجامعات الموجودة، بالإضافة إلى الدعم غير المحدود من الدولة لمؤسسات التعليم العالي الأهلي التي تفخر جامعة الأمير سلطان بأنها كانت فاتحتها.
وأضاف الدكتور اليماني قد صاحبت هذه القفزة الكمية كذلك قفزة نوعية، حيث أصبح التوسع في التعليم العالي يسير وفق خطط واضحة المعالم، تراعي متطلبات التنمية وحاجة سوق العمل في الحاضر والمستقبل، ويتم تقويمها ومتابعتها باستمرار لضمان جودة المخرجات وملاءمتها لحاجة التنمية، وهي السياسة التي انعكست آثارها سريعاً على شكل نهضة حضارية تعيشها المملكة على المستويات كافة، كما تجلت في التقدم المطرد الذي تحرزه جامعاتنا في التصنيفات الأكاديمية العالمية المعتمدة.
مشيراً إلى أن قرار مجلس الوزراء الأخير بتحمل الدولة الرسوم الدراسية ل 50 في المائة من أعداد من يتم قبولهم سنوياً في الجامعات والكليات الأهلية لمدة خمس سنوات في هذا السياق، حيث إنه بمثابة فتح الباب على مصراعيه لكافة شباب هذا الوطن الغالي من أجل النهل من العلم والتشمير عن سواعد الجد للإسهام في بناء بلدهم والنهوض به والحفاظ على مكتسباته التي أصبحت مثار فخر لكل من ينتمي إليه. كما أن هذا القرار يشكل حلقة في سلسلة متصلة من القرارات والإجراءات التي وفرت الدولة حفظها الله من خلالها كل سبل الدعم لمؤسسات التعليم العالي الأهلي، التي تنظر إلى هذا القرار باعتباره وسامًا على صدرها، ودلالة على أن الجهود التي بذلها القائمون عليها لم تذهب سدىً، وأن لها صداها عند القيادة، وهي محل تقدير، خصوصاً أن هذا القرار يأتي في سياق تكاملي مع قرارات نوعية أخرى سبقته تصب كلّها في هذا الاتجاه وأخرى ستأتي بعده بلا شك؛ لأن تطوير قطاع التعليم توجه إستراتيجي للدولة لا رجعة فيه.
ورفع الدكتور اليماني الشكر والتقدير وأطيب التهاني إلى مقام القيادة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، وإلى وزارة التعليم العالي ممثلة في معالي وزيرها الموقر، وإلى كافة الشعب السعودي على هذه الخطوة المباركة. كما يسرني أن أتوجه باسم مؤسسات التعليم العالي الأهلي عموماً وجامعة الأمير سلطان خصوصاً إلى أصحاب الأيادي البيضاء الذين كان لرعايتهم وإسهاماتهم ودعمهم المتواصل الدور الحاسم فيما وصل إليه هذا قطاع التعليم الأهلي من تطور، وعلى رأس هؤلاء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، وصاحب السمو الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف أمين منطقة الرياض رئيس مجلس أمناء الجامعة، وإلى أهالي الرياض من رجال أعمال ووجهاء.. والشكر موصول لكل من أسهم في هذه المسيرة التنموية المباركة من أساتذة وأكاديميين وغيرهم.
تسهيل التعليم على المواطنين
وفي ذات السياق تحدث الدكتور خالد بن عون العنزي عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بأن هذا القرار الحكيم الذي صدر عن خادم الحرمين الشريفين لهو دليل واضح على اهتمامه الشخصي بالعلم والمعرفة وأبنائه الطلاب وبناته الطالبات، منوهاً باهتمام خادم الحرمين الشريفين بإنشاء الجامعات الحكومية في أكثر مناطق ومحافظات المملكة، وقال: إن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي قفز بالتعليم العالي إلى القمة، مؤكداً أن رؤية خادم الحرمين في الاستثمار في رأس المال البشري هو الاستثمار الحقيقي.
وأضاف العنزي أن هذا القرار يسهل على المواطنين إلحاق أبنائهم في الكليات والجامعات ليسهموا في النهضة الكبيرة في هذا الوطن المعطاء داعياً الله أن يجعل هذه التوجيهات في موازين خادم الحرمين الشريفين وأن يديمه عزاً للإسلام والمسلمين ويديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان.
من جانبه وصف الدكتور عبد الله بن محمد الفوزان أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود القرار بأنه قرار حكيم ويدل على إحساس القيادة الرشيدة بالمواطنين في اتخاذ كل ما يحقق سعادته ورفاهيته وتأهيله ليكون عنصراً فعالاً في مجتمعه، مؤكداً بأن القرار يدل على وعي القيادة بأهمية التعليم في بناء المواطن الصالح وتحويله إلى عنصر واع ومنتج يخدم نفسه ومجتمعه منوهاً بإيمان خادم الحرمين الشريفين بأن أبناء وبنات الوطن هم عماد استمراره وتنميته وريادته على المستوى العالمي.