عدت من رحلتي وعلمت بانتقال الشيخ الحبيب محمد عبدالرحمن الشيباني إلى رحمة الله، هذا الرجل الذي أكن له الكثير من المحبة والتقدير، فقد كان - رحمه الله - من أهل القرآن وكان يعتني بكتاب الله حفظاً وتلاوة وتجويداً وتدبراً، وكان يقضي أوقات كبيرة فيها براحته للاستماع لمشاهير القراء أمثال الشيخ القارئ محمد رفعت والشيخ القارئ محمد عبدالباسط عبدالصمد، وقد طبع أسرته على هذه السجية الحسنة وحبب إليهم دماثة الأخلاق والتطلع إلى معالي الأمور ونبذ سفاسفها، فجاء ابنه الدكتور خضر نموذجاً لهذه التربية الفريدة، إلى جانب ذلك، فقد كان فقيدنا موطأ الأكتاف يألف ويؤلف يصل الناس فيصل إلى أعماق قلوبهم.. وكنت ممن يرتاحون إلى مجلسه فهو من الحفاظ وله ولع واهتمام بعلوم الحديث، ومن هنا جعلنا نتحلق حوله وكنا نحن مجموعة من الشباب، وكان - رحمه الله - رجلاً منضبطاً في مواعيده وعلاقاته، وكنا نعجب بلطفه وكياسته وحسن إدارته، وكل الذين عمل معهم بادلوه الاحترام والتقدير، أمثال معالي الأستاذ جميل الحجيلان ومعالي الأستاذ إبراهيم العنقري - رحمه الله -، وقد كان لي صلة وثيقة به، فقد كان قريباً إلى نفسي قبل دخولي إلى وزارة الإعلام وزمن عملي في جامعة الملك عبدالعزيز، وهو من طلائع المثقفين، وقد شكرت لجريدة الجزيرة العزيزة اهتمامها في المجلة الثقافية بالحديث عنه وشكرت لأخي الإعلامي زهير الأيوبي ما بذله من جهد في سرد مناقب أستاذنا الشيخ والمواقف التي مرت به معه..
كما فرحت برثاء الأستاذ عبدالله محمد بابا الشنقيطي الذي بسط غرر الحديث عن شيخنا الشيخ الشيباني وتلك الأعمال التي خلدت ذكراه من بعده.. وختاماً فإنني أسأل الله أن يتغمد أستاذنا الشيخ برحمته ويسكنه فسيح جناته، وكم أتمنى من الابن العزيز الدكتور خضر أن يجمع شتات أوراقه وأبحاثه ومطالعاته وينشرها حتى نستفيد منها جميعاً.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
