بالأمس طالعتنا الصحف المحلية بصورة حديثة ل(صقر نجد) وهو يتأهب للانطلاق من جديد في إحدى انطلاقاته المباركة متحفزاً ك(الحر الكاسر) وهو يتواثب على وكره الراسخ على رأس اجتماع عقدته الهيئة العليا لتطوير (رياضه) الغالية واللجنة العليا للمشاريع والتخطيط لعاصمة المجد، وكان ذلك الاجتماع في مقر الهيئة بحي السفارات. وكان يعلو الاجتماع المنشور (مانشيت) كبير يقول: (الرياض تدشن مرحلة جديدة من التطوير عبر مشاريع كبرى في الطرق والنقل العام والبيئة.
أما العناوين الفرعية لذلك الخبر المبهج فتقول على التوالي:
16 برجاً و30 مبنى تتسابق للصعود في مركز الملك عبدالله المالي.
طريق الملك عبدالله يتهيأ لاستقبال مرتاديه نهاية عام 1431هـ.
تطوير طريق الأمير سلمان ليكون الضلع الشمالي للدائري الثاني..
واحة الأمير سلمان للعلوم منارة علمية لاكتشاف العالم تضيء من الرياض.
طريقا (أبو بكر الصديق) و(صلاح الدين الأيوبي) يستعدان للتلاقي.
طريق العروبة يبدأ مسيره عبر المطار القديم نحو الدائري الشرقي.
أما أكثر ما شدني من العناوين ووقفت أتأمله طويلاً فهو (اكتمال تصاميم ومواصفات ووثائق تنفيذ القطار الكهربائي وشبكة الحافلات). أما الصقر الذي أعنيه في هذه المقالة فهو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض -حفظه الله- الذي تعتبر هذه المشاريع الحيوية أولى نشاطاته المباركة بعد غيابه عن أرض الوطن ليقوم بواجب وطني آخر ألا وهو مرافقة شقيقه ولي العهد- حفظه الله- إلى أن عادا معاً غانمين سالمين ليبدآ معاً مواصلة النشاط واستمرارهما في بناء الوطن الغالي.
أما لماذا وقفت طويلاً أمام مشروع القطار الكهربائي فلأنني أعرف ولربما يعرف غيري أكثر مني:
أن الرياض: تتمدد
تتسع
تترامى
تكبر
وأن الرياض في الداخل
تزدحم
تكتظ
تختنق - مرورياً
وأن الرياض في المجمل تكاد أن تنفجر سكانياً، وأن الرياض عالمياً أصبحت اليوم أكثر من أي وقت مضى هي:
منطلق القرارات السياسية.
ملتقى المشاورات الدولية.
محطة الوفود الديبلوماسية
مرجع (الاختلافات العربية)
محط الاتفاقيات التجارية
رابطة العلاقات العالمية
وأن الرياض محلياً:
مركز المراجعات الإدارية
وأمل الفرص الوظيفية
وبؤرة تجمع الهجرات الريفية والقروية والبدوية
ولهذا ولكل المميزات المذكورة ورغم امتداد وترابط شبكات الطرق ومهما عملت الجهات المختصة من جسور وأنفاق وتفرعات وممرات فإن الرياض بأمس الحاجة إلى القطارات الكهربائية ووسائل النقل الجماعية للتخفيف عن (قلب) المدينة، وذلك لأن الرياض في تسارعها التنموي الكبير والبشري المهول قد بدأت بالفعل تختنق وهذا الاختناق السكاني (والمروري تحديداً) قد بدأ بالفعل يؤثر في نبض قلب المدينة هذا إن لم يكد على المدى القريب - يشل حركتها تماماً. وهذا ما لا نتمناه لعاصمتنا الحبيبة ورمزنا التاريخي الذي انطلقت منه وحدة هذه البلاد المباركة التي صنعت هذا المجد الذي نفاخر فيه اليوم. لذا فإن الرياض بأمس الحاجة (العاجلة) إلى (مترو) ولربما أكثر لكي تتنفس الصعداء. أما مشاريع الطرق الأخرى والبيئة فتأتي بالدرجة الثانية رغم أهميتها الملحة أيضا ولكن بعد (مترو) الرياض!.