ليس لأننا نضحك فنحن سعداء، نسبية الفارق بين السعادة الحقيقية والضحك لا يدرك خيطها الفاصل الرهيف, إلا من شعر بوخز الألم، وعرف مصدر الجرح، وعاش سخرية المأساة..
وليس لأننا نتحرك، فنحن أصحاء، خفايا الأجساد تمسها الأرواح بطيوفها، وكل من عرف خاصية الروح في جسده، عرف فارق المساحة الخاصة بها، تلك التي تخفي الوهن، وتخبئ العجز..,
في الحالتين من يضحك، ومن يتحرك، هناك قوة ذاتية خفية تنعكس في أداء جوارحه، وملامح هيكله الجسدي الذي تنضوي داخله الروح، تلك التي تمد برحيقها، وتنفح بإكسيرها، وتلون بريشتها، وتأخذ بصاحبها للتسامي الأكمل الأفضل.
من تتسامى روحه، وتتفاضل، يضحك وهو يبكي، ويتحرك وهو يتألم.