واشنطن - ريم الحسينى - ا ف ب
يشكل فوز الجمهوري سكوت براون بمقعد السناتور الراحل إدوارد كينيدي الثلاثاء ضربة مؤلمة جدا للرئيس باراك أوباما تضع مستقبل إصلاح التأمين الصحي ومن خلاله البرنامج الإصلاحي للرئيس الأمريكي كله في مهب الريح. ومن المصادفات السيئة أن يكون تيد كينيدي، الذي كان سناتورا لماساتشوسيتس (شمال شرق) لنحو نصف القرن، قد جعل من إصلاح النظام الصحي معركة حياته قبل أن يقضي عليه مرض السرطان الصيف الماضي. كذلك فإن هزيمة الديموقراطيين تأتي عشية الذكرى الأولى لتولي أوباما مهامه كرئيس للولايات المتحدة. ويواجه أوباما، الذي حقق انتصاره الإنتخابي بفضل وعده بالتغيير، استياء متزايدا لدى الأمريكيين ولاسيما بشأن القضايا الاقتصادية، خصوصا وأن الخروج من الركود لم يترجم حتى الآن بانتعاش في سوق العمل. ويمكن أن تؤثر هزيمة الديموقراطية مارثا كوكلي، الناجمة جزئيا عن حملة انتخابية باهتة، على الحالة المعنوية لأعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين المنتهية ولايتهم مع ارتسام ملامح انتخابات الإعادة المقررة في تشرين الثاني-نوفمبر المقبل. وهي تهدد في الوقت الحالي مشروع قانون إصلاح التأمين الصحي الذي اعتمد بشق الأنفس في قراءة أولى في مجلس الشيوخ نهاية كانون الأول- ديسمبر الماضي. وكان باستطاعة أوباما وحلفائه أن يعولوا في مجلس الشيوخ على60 من أعضائه المائة أي تماما «الأغلبية الموصوفة» اللازمة لتجاوز أي عراقيل للجمهوريين. وقد ركز سكوت براون في المقابل حملته على الوعد بعرقلة هذا الإصلاح. ولا يزال بإمكان الديموقراطيين إنقاذ هذا النص، الذي أقر ولكن ببنود مختلفة في مجلس النواب، بجعل هذا المجلس يعتمد النسخة التي اعتمدها مجلس الشيوخ، الأمر الذي يجنبه العرض من جديد لتصويت الشيوخ. وكانت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أكدت الثلاثاء أنه أيا كانت نتيجة الانتخابات (سيكون لدينا نظام صحي جيد النوعية وفي متناول أيدي جميع الأمريكيين وذلك في وقت قريب جدا). وردت الخبيرة السياسية باربرا كيليرمان الأستاذة في جامعة هارفرد قائلة: من المؤكد أن الأمر يبدو سيئا بالنسبة للحكومة ويبدو سيئا أيضا بالنسبة للتأمين الصحي. وعلى المدى المتوسط يمكن للجمهوريين أن يسعدوا بتجميد النصوص التي يسعى أوباما لإقرارها.