أبها - عبد الله الهاجري:
حلت الدورة الجديدة لبرامج القناة الأولى من شبكة التلفزيون السعودي لتعيد الزمن الذهبي بعد أن تراجع أداؤها خلال السنوات الماضية، حتى فقدت كماً ليس بالسهل من مشاهديها، لتعود مجدداً من غرة محرم من العام الهجري الجاري، لتؤكد من جديد أن برامجها قد يصيبها المرض، لكنها ليست عرضة للموت.
من هذا الشعار قاد الدكتور محمد باريان مدير القناة الأولى دفة عودة المشاهدين إلى قناتهم المحببة حيث أعاد صياغة البرامج وكأنه درس بنفسه ومن معه رغبات المشاهد السعودي فجمع أفضل أمانيهم وهيأها لهم عبر الدورة الحالية برامج مخصصة ومتنوعة وشاملة، استثمر باريان فرصة التطور الإعلامي السعودي فترجمها برامجياً بمباركة من الوزير الأفضل للإعلام السعودي عبد العزيز خوجة، قدم باريان ثوب القناة الأولى بحلتها القشيبة وبشكلها المتطور وبهيكلتها الجديدة.
يبدو أن هذه الهيكلة قد أخذت منهم الكثير من الجهد والوقت حتى استطاعوا جمعها في دورة واحده تعمل على مدار الساعة، شاهدنا التطور الذي سجلته القناة الأولى.. ولم نحبذ أن نكتب عنها حتى نشاهد أكبر قدر من البرامج، وبالفعل فكل يوم نتشجع أن نكتب لهم على الأقل كلمة: «شكراً» كونهم التفتوا إلى رغبات المشاهد وحققوها.. برامج دينية وسياسية وثقافية ووثائقية واقتصادية وترفيهية وفنية ورياضية وباختصار جمعوا أي شيء وقدموه بلغة إعلامية عصرية.
برامج أُنتجت خصيصاً، وأخرى تقدمها تتناسب والأسرة السعودية التي بدأت تلتفت أكثر لقناتهم المحلية.. بل وصارت الرقم واحد بعد غرة محرم 1431هـ.. حيث جاءت الدورة البرامجية الجديدة من برامج منتجة خصيصاً: لقاء مع المفتي وهو برنامج مباشر، وبرنامج: (أضواء على مضامين خطبة الجمعة) كذلك فهو مباشر، ومثلهما برنامج (فتاوى) وبرنامج: (قصص الأنبياء)، وبرنامج: (من هنا نبدأ) وهو برنامج يناقش مفهوم الوسطية في الإسلام بالتفصيل في مختلف مناحيه وجوانبه.
كما أن هناك برامج أخرى أنتجتها القناة كبرنامج: (أكلة بكل اللغات) حيث يتم عرض الأكلات المشهورة من جميع أنحاء العالم ويقوم فريق العمل باستضافة زوجات السفراء لهذا البلد والحديث عن هذه الأكلة، وبرنامج: (قهوة الشباب) وهو برنامج شبابي مباشر يناقش اهتمامات الشباب وهواياتهم بأسلوب مبسط.. ويتخلل البرنامج تقارير ميدانية وحراك الشباب اليومي في جوانب مختلفة، وبرنامج: (أصداف) وهو موجه للأسرة وما يهمها من قضايا ويساعدها على تطوير ذاتها واستمرار طاقاتها في كافة المجالات، فيما يتناول برنامج: «مباشر» أهم المستجدات الاقتصادية.
كما أن برنامج (حكايات شعبية). وهو مباشر يختص بالشعبيات عن الشعر والموروثات الشعبية، وبرنامج: (مع الأطباء).. وبرنامج: (فنون) ويتناول الفنون بأنواعها مثل الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي ورسوم الكاريكاتير وبرنامج: (قناديل)، وبرنامج: (همسات).. وهو برنامج يهتم بالشعر العربي الفصيح في الماضي والحاضر.. ويتم عرض قصائد يصاحبها مناظر مناسبة للقصيدة، وبرنامج (نفوس حائرة).. وهو يُعنى بالجانب النفسي والاجتماعي من خلال متخصصين في هذا المجال، وبرنامج: (الزمن الجميل).. ويسلط الضوء على مراحل تطور التلفزيون في المملكة، وبرنامج: (حديث الياسمين).. وهو حوار نسائي يتناول القضايا التي تُعنى بالمرأة.. وبرنامج: (شؤون الساعة) مباشر أسبوعي يناقش القضايا والموضوعات السياسية المحلية والعربية والدولية، برنامج: (مرافئ) يناقش موضوعات وقضايا تهم الثقافة بشكل عام من قضايا فكرية وإبداعية، وبرنامج: (كل مساء) يومي يتابع أحدث المستجدات والمواضيع الآنية والالتقاء مع شخصيات ذات علاقة بالموضوعات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والرياضية، وبرنامج: (براءة اختراع) ويتناول في موضوعات العلماء والباحثين السعوديين الذين لديهم براءة اختراع وإلقاء الضوء على اختراعاتهم، وبرنامج: (أصحاب الإرادة) يلقي الضوء على فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وإبداعاتهم وأفكارهم وآمالهم وطموحاتهم، وبرنامج: (الوقت الإضافي) وهو رياضي أسبوعي مباشر ويلقي الضوء على الموضوعات الرياضية من قضايا وأحداث الأخبار الرياضية ومتابعة النجوم الرياضية وبرنامج: (ميادين شبابية) ويهدف إلى الوصول إلى الشباب ويتناول قضاياهم وطموحاتهم بأسلوب خيالي وديني.
انتهينا من البرامج المنتجة من قبل القناة، وهي ما يقارب 25 برنامجاً غالبيتها مباشرة.. ومن يتتبع فكرة البرنامج سيتأكد من أنها موجهة لجميع شرائح المجتمع وتناقش همومهم وأفكارهم وقضاياهم.
ومن البرامج الأخرى برنامج: (ديرتي) وهو برنامج سياحي، وبرنامج: (معالم) وهو برنامج وثائقي يسلط الضوء على الآثار في مناطق المملكة، وبرنامج: (مهنتي) ويسلط الضوء على المهن التراثية وعلى من يزاولها حتى الآن ويساعد في تعريف الجيل الجديد من الشباب على هذه الحرف التراثية التي تربطهم بماضيهم وتراثهم العريق الذي يضرب أطنابه في عمق التاريخ والحضارة، وبرنامج (رائدات) ويسلط الضوء على المرأة المتميزة من النساء السعوديات اللاتي أثبتن جدارة وتميزاً باهراً في مختلف الميادين سواء التعليمية أو غيرها في شتى المجالات الصحية والثقافية والأكاديمية.. لا بل على مستوى التجارب الاقتصادية المميزة التي أثبتت نجاحاً وتفوقاً في المجتمع، وبرنامج (يوم في حياتي) ويرصد يوماً كاملاً في حياة الإنسان السعودي من مختلف الشرائح سواء الثقافية الأكاديمية كالمعلمين وأساتذة الجامعة والأطباء والمهندسين والإداريين والاقتصاديين وأصحاب المهن التراثية والصناعية الحديثة من الجنسين من الرجال والنساء، وبرنامج: (سفراؤنا في الخارج) ويُعنى بأوضاع الجاليات السعودية والطلاب السعوديين في العالم ليلقي الضوء على حياة هذه الشريحة من الشعب السعودي.. كيف انخرطت مع هذه الشعوب وكيف تأقلمت مع هذه المجتمعات؟
إذن هذا البعض من جهد غير طبيعي وعمل احترافي جعل القناة الأولى هي الآن صاحبة الحديث بين أوساط الأسر السعودية.. فخلاف ما ذكرناه فهناك سلسلة من المسلسلات الدرامية ونشرات إخبارية إلى جانب نقل صلوات الحرم المكي. هنا.. لا بد أن نقف جميعاً مع محمد باريان وزملائه في القناة الذين قدموا عملاً يجب أن يشكروا عليه.. وقدموا ما أعتقد أن القناة الأولى لم تشهد مثل هذه المرحلة من حياتها.