الطالب والطالبة في مرحلة التعليم ما فوق الثانوي غالباً ما يكونان في سن المراهقة، ولهما في هذه المرحلة متطلبات نفسية وجسدية واجتماعية وفكرية واقتصادية يجب أن تحظى بالرعاية والاهتمام من قبل مؤسسات التنشئة الاجتماعية ككل وعلى رأسها الأسرة وكذا المحضن التعليمي الذي ينتميان له، ولعل من أبرز مطالبهما النفسية - الاقتصادية، إثبات الذات وتلبية الشعور ببلوغ مبلغ الكبار، وهذا في حد ذاته تحد صعب للوالدين على وجه الخصوص، ويتطلب منهما طبعاً الإنفاق المالي المقنن والرشيد الخاضع للمراقبة والمتابعة حتى لا يكون هذا المال سبباً للانحراف لا سمح الله. وقيادتنا الحكيمة - حفظها الله ورعاها - تدرك هذا الأمر وتعلم متطلبات الطالب والطالبة في هذه المرحلة الدراسية والعمرية الصعبة، ولذا أقرت صرف مكافأة شهرية تعينهما على تلبية مستلزمات حياتهما الخاصة والدراسية وترفع عن كاهل والديهما تحمّل أعباء الإنفاق عليهما في هذه الفترة الحرجة من العمر، والقارئ في خريطة واقع الأسرة السعودية خاصة الفقيرة منها يعلم أن هناك أسراً تعتبر مكافأة الابن الجامعية دخلاً شهرياً تعيش عليه أو على الأقل يلبي لها حاجاتها الأساسية مع ما قد يأتي من ضمان اجتماعي أو جمعية خيرية أو صدقة تطيب بها نفس رجل من رجال البذل والخير والعطاء في وطننا المعطاء، وفي هذه الإشارة السريعة يتضح للقارئ الكريم أهمية مكافأة الطالب الجامعي - للطالب والطالبة على حد سواء - لدى أبناء الطبقتين الفقيرة والمتوسطة وهما الأكثر في كل المجتمعات، ليس هذا فحسب، بل إن نفع هذا المال الذي يعده البعض منا لا شيء قد يتعدى الطالب لأسرته الفقيرة والمحتاجة والشواهد في هذا الباب كثيرة ومعروفة، ولذا أعيد ما سبق أن أثير من أهمية رفع مكافأة الطالب الجامعي 100% في ظل ارتفاع الأسعار وزيادة متطلبات الحياة المعاصرة لتكون عوناً لأبنائنا في دراستهم وترفع عنهم ذل مد يد السؤال حتى ولو كان المعطي الأب أو الأم، و تتيح لهما التفرّغ التام للدراسة والبحث، كما أهيب بالمسؤول وأناشده بوجوب الالتزام والمحافظة على صرف هذه المكافأة في وقتها نهاية الشهر الهجري فهذا له مردود إيجابي على التحصيل الدراسي والسمعة الطيبة للجامعة في المحيط الاجتماعي الذي هي فيه. الغريب أن هناك فئة من أبنائنا في هذه السن التي تحدثت عنها وعن متطلباتها واحتياجاتها الأساسية، وينتمون إلى التعليم فوق الجامعي، بل إنهم يدرسون جنباً إلى جنب مع أترابهم ورفقائهم في نفس الجامعة وربما درسوا معاً مواد مشتركة سواء في السنة التحضيرية أو حين تلقيهم متطلب من المتطلبات الجامعية المعروفة إلا أنهم ينتظمون في كلية تسمى «كلية المجتمع» التي تمنح درجة الدبلوم أو المشاركة على خلاف في المصطلح واتفاق في المضمون، المهم أن هذه الشريحة من الطلاب والطالبات لا يُعطون مكافأة شهرية مثل غيرهم، وأقسم بالله إنني حتى هذه اللحظة لا أعلم سر وسبب عدم إعطائهم المكافأة مع أنها تمنح لطلاب الكليات التقنية وغيرهم، ولثقتي بأهمية طرح مثل هذه المواضيع ذات الصبغة الشمولية، ولقناعتي بأن أصحاب القرار يرحبون بالتذكير وطرح ما يكون عوناً لهم في تلبية رغبة وتطلعات أبناء الوطن، ولشعوري بالمسؤولية الشخصية إزاء مشكلة هؤلاء الشباب ذكوراً وإناثاً، لذا فإنني أدون هذه السطور علها تكون سبب خير في تحقيق تطلعات طلاب وطالبات كليات المجتمع ال45 والمنتشرة في جميع مناطق المملكة والتابعة لجامعاتنا السعودية، وإلى لقاء والسلام.