ما بين وعود قرب إقامة الدولة الفلسطينية ومحاولات أوباما والأوروبيين إقناع بنيامين نتنياهو بوقف الاستيطان ومحاصرة محمود عباس والفلسطينين للعودة إلى المفاوضات يستمر مسلسل تهويد مدينة القدس وتتم الخطوات العملية لهدم وتدمير المباني الإسلامية والمقدسات بما فيها المسجد الأقصى، ويوم الاثنين فضحت الأمطار التي هطلت على مدينة القدس التآمر الإسرائيلي على سلامة المسجد الأقصى الذي اقترب الخطر من جدرانه وأساساته إن لم يكن الآن في دائرة الخطر نفسها، فقد كشفت الأمطار عن تشقق أسفلت شارع الحلوة في حي السلوان وامتدت الشقوق على أرضية الشارع الذي يحاذي جدران المسجد الأقصى وأوضح المهندسون والمختصون في الطرق أن سبب التشققات هو نفس السبب الذي أدى إلى انهيار قاعة مدرسة (الأنروا) في مدينة القدس غير البعيدة عن المسجد الأقصى بسبب حفر خمسة أنفاق تحت المباني في حي السلوان وعلى طول امتداد شارع الحلوة في شمال المسجد إلى جنوبه، وهذا أظهر شقوقاً في جدران المسجد وتقوم بلدية القدس المحتلة بحفر هذه الأنفاق بزعم إقامة ما يسمى بمدينة داوود، وقد أثرت تلك الحفريات على القصور الأموية الملاصقة للمسجد الأقصى، كما أن الحكومة الإسرائيلية تمول عمليات حفر الأنفاق مما يؤكد البعد السياسي لهذه العملية التي تهدف إلى التعجيل بهدم المسجد الأقصى، وأن تقوض أساساته وأعمدة جدرانه، وقد بدأت أولى بوادر هذه الأعمال الخطيرة التي ستؤدي وفي وقت قريب إلى انهيار المسجد الأقصى، فيما لا يزال العرب والمسلمون تحت تأثير خطب أوباما ودعوات إعادة المفاوضات والحديث عن الدولة الفلسطينية التي يبتعد موعد تحقيقها كل يوم.
***
