القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج
أعرب سياسيون وحزبيون مصريون عن خشيتهم من عودة جماعة (الإخوان المسلمون) في مصر إلى العنف والتنظيم السري المسلح بعد تنصيب الدكتور محمد بديع مرشدا ثامنا للجماعة خلفاً لمهدي عاكف، وتأتي المخاوف مبنية على حقائق تاريخية، فالمرشد الجديد أحد أبرز قيادات التنظيم السري وتلميذ وصديق مفكر الجماعة المتشدد سيد قطب، وقد حكم على بديع بخمسة عشر عامًا في القضية العسكرية الشهيرة في العام 1965 مع قطب قَضى منها 9 سنوات، كما أنه مشهور عن الرجل تمسكه بالتنظيم وسرية عمل الجماعة.
ولم تفلح تطمينات بديع التي وردت في خطابه الأول عقب تنصيبه مخاوف الشارع المصري، خاصة بعدما أظهرت الجماعة حدة غير مسبوقة في صراعاتها الداخلية بين المتنافسين على المناصب التنظيمية، لدرجة أن سياسيين عدة قالوا: «إن كان هذا حالهم تجاه بعضهم البعض فما هو الحال إذا وصلوا إلى الحكم»، حيث توقع أبو العلا ماضي وكيل مؤسسي حزب الوسط وهو منشق عن الإخوان في العام 1997 أن تعود الجماعة إلى ممارسة العنف المؤجل، بسبب تشكيل مكتب الإرشاد الجديدة الذي يسيطر عليها القطبيون «تلاميذ سيد قطب» الذين يمارسون عسكرة فكرية للجماعة، وليست لديهم رؤية سياسية.وأضاف ماضي: إن المرشد الجديد يصف معارضيه وكل من ينتقده من الإعلاميين بأنهم منافقون، وكذلك محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد يصف منتقدي الجماعة بالخوارج، وأشار ماضي إلى أن مجموعة القطبيين تعد مدفعاً وتبنى خندقاً، بينما كان حسن البنا مؤسس الجماعة يرمي بذرة ويطرح رؤية تربوية مؤكداً انتهاء التيار الإصلاحي داخل الإخوان بعد الإطاحة بعبدالمنعم أبو الفتوح ومحمد حبيب من مكتب الإرشاد.. وأوضح حسين عبدالرازق القيادي البارز في حزب التجمع اليساري أن الأيام المقبلة ستشهد تغيراً شاملاً في سياسة الجماعة خاصة في علاقتها مع الأحزاب والقوى السياسية الأخرى، وقال: إن تولي بديع يمثل تغيراً في التوجه السياسي للجماعة، من اتجاه الانعزال، والتشدد المبدئي والانكفاء على الداخل.