Al Jazirah NewsPaper Wednesday  20/01/2010 G Issue 13628
الاربعاء 05 صفر 1431   العدد  13628
 
جمهورية أذربيجان في بيان صحفي
نظامنا ديمقراطي تعددي.. واقتصادنا يطبق مباديء السوق الحر

 

تطل هذه الأيام على أذربيجان الذكرى لمأساة العشرين من يناير عام 1990م التي قامت فيها قوات النظام السوفياتي السابق بالعدوان السافر على جمهورية أذربيجان، فقد بدأت بوادر هذا العدوان عام 1988م حيث قام زعماء الحزب الشيوعي السوفياتي السابق بمحاولات جدية لفصل منطقة قارباغ الجبلية التابعة لأذربيجان وضمها إلى جمهورية أرمينيا نتيجة الضغط الأرمني المتواصل على القادة السوفيت الموالين لهم داخل الاتحاد السوفياتي وخارجه.

لقد أيقن الشعب الأذربيجاني بأن القيادة السوفيتية قد باعت قضيته وتواطأت مع الأرمن ووجهت له طعنة من الخلف حيث اتضح هذا الأمر في موقف القادة السوفيت المتردد والمتخاذل من هذه القضية والذي تمثل في الدعم اللامحدود للأرمن في عدوانهم على أذربيجان.

ونتيجة لهذا الدعم والتواطؤ فقد بدأ الأرمن بطرد الأذربيجانيين من أراضيهم الأصلية في أرمينيا تمهيداً لفصل منطقة قاراباغ في أذربيجان.

لقد هب الشعب الأذربيجاني في تلك الفترة الزمنية لمقاومة إجراءات أرمينيا عن طريق تنظيم المظاهرات والاجتماعات الجماهيرية الحاشدة تضامنا مع الشعب الأذربيجاني المطرود من أرمينيا وقارباغ واستنكارا لموقف وسياسة القادة السوفيت المتواطئة مع أرمينيا.

لقد شكلت هذه المظاهرات والاحتاجاجات نواة للحركة التحررية للشعب الأذربيجاني، وبهدف قمع الحركة التحررية لجأت القيادة السوفياتية في محاولة للحفاظ على الامبراطورية إلى استخدام القوة ضد الشعب الأذربيجاني، ففي ليلة التاسع عشر من يناير عام 1990م دخلت القوات المسلحة للاتحاد السوفياتي السابق إلى باكو عاصمة أذربيجان والعديد من المدن الأذربيجانية الأخرى مستخدمة أحدث الأسلحة المتطورة حيث فتح الجنود نيران أسلحتهم في كل اتجاه وقتلوا وجرحوا المئات من المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ الغزل.

إن الأحداث المأساوية للعشرين من يناير عام 1990م لم تضعف إرادة الشعب الأذربيجاني ورغبته في الحرية والاستقلال بل عملت هذه الأحداث على تكاتف وتعاضد كافة فئات المجتمع الأذربيجاني في مقاومة المحتل ودفعت عملية التحرر الوطني بقوة إلى الأمام حيث تكلل ذلك في استقلال أذربيجان عام 1991م.

تتمتع أذربيجان اليوم بجميع مقومات مزايا الدول المستقلة، فقد حصلت على اعتراف المجتمع الدول بأكمله باستقلالها وسيادتها وتمكنت من الدخول في عضوية العديد من المنظمات والهيئات الدولية المرموقة مثل منظمة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمرالإسلامي ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي وغيرها من المنظمات الدولية الأخرى.تمكنت أذربيجان خلال الحقبة الماضية من تاريخ استقلالها من إقامة علاقات الصداقة والتعاون وحسن الجوار مع العديد من البلدان وفي مقدمتها بلدان العالم الإسلامي وفي طليعتها المملكة العربية السعودية.

وقد تمكنت أذربيجان خلال فترة وجيزة من بناء نظام ديمقراطي قائم على التعددية السياسية وخطت خطوات واسعة نحو تطبيق مبادئ اقتصاد السوق الحر على نظامها الاقتصادي.

تنتهج أذربيجان هذه السياسات كمبدأ قائم ويمارس فعلياً بالرغم من الظروف الصعبة والقاسية التي سببها عدوان جمهورية أرمينيا على أذربيجان واحتلال 20% من أراضيها وتشريد نحو مليون مواطن من الشعب الأذربيجاني من وطنهم وأراضيهم الأصلية.

وبغرض قمع إرادة الشعب الأذربيجاني فقد أصدرت القيادة السوفيتية أمراً للقوات السوفيتية في العشرين من يناير - كانون الثاني من عام 1990م، بمهاجمة واحتلال مدينة باكو (عاصمة جمهورية أذربيجان) وعدد من المدن الأخرى مستخدمة كافة أنواع الأسلحة الفتاكة لقتل المدنيين الأبرياء.

وقد مثل هذا العدوان سابقة خطيرة واعتداء سافر ضد السكان المدنيين الأبرياء وانتهاكا صارخاً لسيادة جمهورية أذربيجان، ولكافة الأعراف والقوانين الدولية.

كان الهدف غير المعلن لهذا العدوان هو إحداث تأثير معنوي وفكري وأيدلوجي على الشعب الأذربيجاني وذلك لإجهاض حركة التحرير الوطني وقتل روح مقاومة الاحتلال وبث سياسة الخضوع والاستسلام لقوى النظام السياسي السوفيتي الشيوعي، لا سيما وأن هذا العدوان يشكل انتهاكا لإرادة الشعب الأذربيجاني في الحصول على استقلاله وإقامة دولته المستقلة المبنية على أسس العدالة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.

لقد عملت القيادة السوفيتية السابقة طوال تلك الفترة على إحكام سياسية الحصار الإعلامي، والتعتيم على السياسة والممارسات التي ارتكبتها ضد الشعب الأذربيجاني الأعزل وقامت بمحاولات يائسة لحجب الحقائق وما يدور داخل أذربيجان عن العالم الخارجي وخاصة العالم الإسلامي الذي لم يكن يعلم بما يدور داخل أذربيجان نتيجة لهذا التعتيم الإعلامي وقد أدى ذلك إلى مضي فترة طويلة من الزمن حالت دون معرفة حقيقة الوضع في أذربيجان وما يدور وبالأخص في منطقة كاراباخ الجبلية حيث أدى العدوان الأرمني ضد أذربيجان إلى تشريد مليون أذربيجان من أراضيهم ووطنهم.

نجح الشعب الأذربيجاني في تنظيم مقاومته للعدوان الغاشم واستطاع نيل حريته واستقلاله في ديسمبر عام 1991م.

وبذلك أصبحت أذربيجان جمهورية مستقلة ذات سيادة وطنية تتمتع بجميع حقوق الدول المستقلة وهي الآن عضو في منظمة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والعديد من المنظمات الدولية الأخرى وتقيم علاقات دبلوماسية مع 125 دولة في العالم.

في عام 1994م عملت أذربيجان على إجراء تقييم شامل لكافة الأوضاع التي ترتبت على مأساة العشرين من يناير عام 1990م وقد صنفت هذه المأساة على أنها عدوان غير مسبوق على الشعب الأذربيجاني حيث لجأت إلى المجتمع والرأي العام الدولي للمطالبة بإجراء محاكمة لمرتكبي هذه الجرائم من زعماء الاتحاد السوفيتي السابق من أمثال غورباتشوف وغيره من القادة السوفييت الذين لا زالوا طلقاء.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد