قبل أيام تناولنا في هذه الزاوية حالة الخدمات التي تقدَّم لمستعملي الطرق الدولية التي تربط مناطق ومدن المملكة، وأشرنا إلى أن هذه الخدمات لا تتناسب إطلاقاً مع المستوى الرائع الذي وصلت إليه الطرق البرية في المملكة العربية السعودية والتي أصبحت نموذجاً ليس إقليمياً وعربياً بل عالمياً، إذ يستشهد الخبراء ومهندسو الطرق في المؤتمرات واللقاءات الدولية بما حققته المملكة العربية السعودية في هذا المجال وتفوقها.
هذه الطرق ذات الشهرة العالمية، والتي تربط العديد من الدول ببعضها البعض، فالطرق الدولية السعودية رابط حيوي لشريحة كبيرة من الذين يعملون في دول الخليج العربية، ويستعملون هذه الطرق الدولية عند توجههم إلى بلدانهم في إجازاتهم السنوية، وخاصة من: فلسطين والأردن وسوريا ومصر ودول شمال أفريقيا.
وهكذا، فإن هذه الطرق، بالإضافة إلى ما تقدمه من خدمات للمواطن وإسهامها في تفعيل التنمية، فإنها أسهمت في ربط الوطن العربي والمواطن العربي وتسهيل تنقله في وطنه الكبير، ولذلك يجب أن تكون هذه الطرق مسنودة بخدمات تتناسب مع المستوى المتميز لهذه الطرق.
تلك المقالة التي كتبت في هذه الزاوية وجدت استجابة كريمة وسريعة من لدن معالي الدكتور جبارة الصريصري وزير النقل، إضافة إلى تفاعل العديد من المواطنين الذين يهتمون كثيراً بكل ما له علاقة بحياتهم اليومية ونشاطاتهم الاقتصادية والاجتماعية.
ومع أنه ليس مستغرباً من الدكتور الصريصري الذي عرف عنه تجاوبه الدائم والسريع مع كل ما يهم المواطن، وخصوصاً ما له علاقة بشؤون الطرق والمواصفات ويحرص على متابعة ذلك بنفسه فيذهب إلى (عقبات الطرق) ويتفقد الإنشاءات ويقف بنفسه على ما يتحقق، ولهذا، فقد حرص على مناقشة ما تناولته الزاوية من ضرورة تحسين الخدمات المقدمة على الطرق، وبشَّر معالي الوزير القرَّاء بأنه ستتخذ إجراءات وتتحقق إضافات خدماتية لمستعملي الطرق، وأن هيئة السياحة والآثار تولي الموضوع أهمية خاصة، وقد عقدت اجتماعات لهذا الغرض وشكلت لجان، وأن تحسين الخدمات سيتحقق قريباً.. وقريباً جداً.
بشرى طيبة من معالي الوزير، واستجابة كريمة تجعلنا مطمئنين بأن المواطن السعودي لن ينعم بطرق متميزة فحسب، بل وبخدمات تتناسب مع هذه الطرق.
jaser@al-jazirah.com.sa