يُحمد للمجلس البلدي في مدينة الرياض لقاءاته المفتوحة مع الجمهور، وليس أفضل منها لمعرفة واقع الخدمات البلدية، وعما إذا كانت محققة الأهداف المتوخاة منها أم ضلت الطريق، وغدت عبئاً على سكان مدينة الرياض، التي تأخذ في التوسع كل شهر بلا مبالغة، ومن ثم فهي في حاجة دوماً إلى مجلس بلدي يقظ، وجمهور متعاون، وإحساس بالمسؤولية المشتركة، فلم تعد مدينة الرياض تلك المدينة التي كان عدد سكانها محدوداً، إبان العام 1383هـ على سبيل المثال.

يستوحي المجلس البلدي لمدينة الرياض، خططه ومشروعاته من آمال وطموحات عاشق الرياض (الأمير سلمان بن عبدالعزيز) ولاشك في أن تنمية مدينة الرياض هي: عملية مهمة في جوهر ماهيتها، وأصل وجودها، ولذلك استقبل المجلس في لقائه المفتوح مع المواطنين (24 محرم 1431هـ) مئات الشكاوى، واستمع إلى عشرات الانتقادات، فيما كشف عضو المجلس الدكتور سليمان الرشودي «أن المجلس اطلع على الميزانية الجديدة لأمانة مدينة الرياض، وتبيّن أن الأمانة طلبت (1500) مليون ريال، لتنفيذ شبكة تصريف السيول ولكن لم تتم الموافقة إلا على (100) مليون ريال فقط»!! (صحيفة الرياض، 26 محرم 1431هـ، ص24).

تنوء مدينة الرياض بمشكلات سكانية، فرضتها التطورات الاجتماعية المتسارعة، والنمو السكاني، والتوسع في الخدمات، ومواجهة التحديات، ومن خلال اللقاء المفتوح اتضح أن هناك شكاوى قدمت من بعض المواطنين، لا تجد من بعض المسؤولين في الأمانة آذاناً صاغية، وأرصفة باتت تُستخدم لغير المشاة، وأعمال تعديات من بعض أصحاب المحلات التجارية، وتجاهل من الأمانة للمخالفات، وسيارات ليموزين تتسبب في الكثير من الحوادث المرورية، والازدحام الشديد على الطرق، ومعوقات سعودة محلات الخضار، وحي (له أكثر من عشرين عاماً لم تصله الخدمات) وحي آخر يعاني من نقص الخدمات، بل لا توجد فيه شوارع، أو إنارة، أو بقية الخدمات، وقس على ذلك أمثلة كثيرة تنوء بها الحياة السكانية في مدينة الرياض، التي أقطنها منذ ربع قرن، وكان عدد سكان الحي الذي أسكن فيه، يعدون على أصابع اليدين، فإذا هو يعج الآن بآلاف الأسر، التي تكثر حاجاتها السكانية، تبعاً للنمو التنموي المستمر الذي تتبناه الدولة، وترصد له بلايين الريالات، على أمل أن يحقق الأهداف المتوخاة منه، وهي: المزيد من الأمن الشامل، وتحسين الوضع التعليمي، ورفع مستوى الأداء الصحي، والبحث عن حلول مجدية للبطالة.

المجلس البلدي لمدينة الرياض في حاجة لأن يسمع من أفواه المواطنين معاناتهم، ومعاناة الأحياء التي يقطنون فيها، وهو توجه مشكور بل وضروري ومطلوب، وبخاصة في هذه المرحلة التي تنمو فيها عاشقة سلمان بن عبدالعزيز (الرياض) وتتسع مساحة وسكاناً، والأهم أن يضع المجلس كل الآراء، والملحوظات، والشكاوى، والآمال، والآلام، والمعاناة في الحسبان عند التخطيط الحالي والمستقبلي لمدينة الرياض، التي تبدو الآن ورشة عمل لا تهدأ، مسببة للسكان صداعاً محموداً.