انطلقت في جدة صباح أمس الأحد 16 يناير فعاليات الأسبوع الثاني لملتقى المبتعثين لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في مرحلته الخامسة والذي تنظمه وزارة التعليم العالي.
الملتقى الذي يستمر أربعة أيام يحضره 4347 طالباً وطالبة مرشحين من خلال البرنامج بمناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة وعسير والباحة وجازان ونجران، وتسعى الوزارة من تنظيم الملتقى إلى توعية المرشحين بأنظمة الابتعاث ومراحل الاستعداد للسفر وكيفية التعامل مع الإجراءات المطلوبة إضافة إلى التعريف بقواعد وقوانين وعادات البلدان المبتعث إليها وهو الأمر الذي يزيل الغموض لدى الكثير من المبتعثين الذين لديهم رهبة أولى في السفر والاغتراب.
وفي هذا الصدد صرح الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الموسى وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات أن فرصة الابتعاث ذات قيمة كبيرة وأن على المبتعثين استثمارها على الشكل المطلوب، مشيراً إلى أن برنامج الابتعاث رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله لأبنائه بضرورة الأخذ بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة علمياً خاصة وأن الدولة قد هيأت لهم كافة الظروف الممكنة لكي يؤدوا رسالتهم على الوجه الأمثل.
وأضح الدكتور الموسى أن الطلاب والطالبات الذين استقبلتهم الوزارة أمس أبدوا تعاوناً كبيراً في تفهم الوضع الجديد لهم وعملوا على تطوير أنفسهم ذاتياً بصورة واضحة ظهرت من خلال استيعابهم الواضح لمحاضرات اليوم الأول مؤكداً أنه تم التأكيد عليهم بأن يكونوا خارج بلدانهم خير سفراء لخير بلد.
من جانبه أشار الدكتور ناصر الفوزان مدير عام الإدارة العامة للبعثات أن الطلاب المبتعثين سيجدون كامل الرعاية الممكنة من كافة المختصين بالوزارة وكذلك وزارة الخارجية والملحقيات الثقافية ببلدان الابتعاث، خاصة وأن المبتعثين يشكلون الآن عدداً كبيراً من الطلبة الأجانب في كثير من الدول الأمر الذي يزيد من أهمية الدور الذي يلعبه سلوك المبتعث في الخارج، وعن الصعوبات التي تظهر حال رغبة المبتعثين في تعديل جامعاتهم بيّن الفوزان أن هذا الوضع يحدث أحياناً بعد الحصول على موافقة الجامعة المبتعث لها الطالب وصدور القرار الذي يحتوي على اسم الجامعة والتخصص والفترة الزمنية الخاصة بالدراسة، وفي الغالب هناك تعجل من الطلبة في تقرير ذلك، ودعا إلى التريث في هذا الأمر، لأنه يكون سبباً في ضياع الوقت والجهد، وحول رغبة البعض في تمديد فترة تعلم اللغة، أوضح الدكتور الفوزان أن متابعة الطالب في معهد اللغة تكون عن طريق الملحقية الثقافية وفي حال الرغبة في تمديد المدة الخاصة بدراسة اللغة أو تغيير المعهد فإن على المبتعث أن يلجأ للملحقة الثقافية في المقاطعة التي يدرس فيها.
من جهة أخرى بدأ المبتعثون لكندا ودول أوروبا برنامجهم يوم أمس الأحد بتلقي محاضرات توعوية وتثقيفية لتعريفهم بدول الابتعاث والعمل على تهيئة المناخ المناسب لهم حتى يتمكنوا من التغلب على أية صعاب قد تواجههم في الحياة العملية والعلمية الجديدة، كما تم تقديم معلومات مناسبة عن الدولة المبتعث إليها الطلاب بصورة مكثفة وشاملة لكافة الجوانب الأكاديمية والاجتماعية والثقافية من خلال خبراء متخصصين.
الدكتور ماجد بن عبدالكريم الحربي مدير برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي أشاد في محاضرته بحرص الطلاب والطالبات على الحضور حيث بيّن لهم الخطوات الواجب إتباعها قبل السفر مؤكداً أن الطالب لا يستغرق في استخراج قرار الابتعاث أكثر من نصف ساعة، وأضاف الحربي إن طاقم عمل البرنامج من المدير مروراً بالمستشارين والموظفين متواجدون في جدة لتسجيل خطابات الطلاب وحل مشكلاتهم، وفي ختام كل يوم من أيام الملتقى يعقد اجتماع لهم ويوضّح فيه كل الأمور التي تمت في اليوم كاملاً، وإن هذا الفريق متصل اتصال مباشر بنظام وزارة التعليم العالي.
الحربي نوه بأهمية الملتقيات والمحاضرات وورش العمل والتي من شأنها تجهيز الطالب المبتعث وتوضيح الصورة كاملة، سواء عن خطوات الابتعاث قبل أو بعد السفر كذلك توضيح الصورة الخاصة بقوانين وأنظمة بلد الابتعاث والأنظمة التعليمية والتعامل مع القوانين الدولية ومعادلة الشهادات الأكاديمية.
هذا ويستأنف اليوم الملتقى فعالياته بمحاضرات صباحية ومسائية يحضرها الطلاب المبتعثون إلى كندا وأوربا، في حين تبدأ غداً محاضرات المبتعثين للولايات المتحدة الأمريكية وتستمر لمدة يومين.