في الأسبوع الماضي فقدت أسرة العيسى فقيدين غاليين هما ابن عمي وشقيق زوجتي الغالية المهندس إبراهيم بن عبدالعزيز العيسى والآخر هو ابن العم الدكتور محمد بن أحمد العيسى.. وبفقدهما كان ألمي عظيماً وحزني كبيراً.
فالمهندس إبراهيم واحد من الرجال الذين لم تغرهم أضواء الدنيا وزخارفها عن التواصل مع كل أهله وأقاربه وأصحابه عبر هذه الحياة الفانية ببساطة المظهر ورحابة الصدر.. كان هادئ الطبع.. أريحي المشاعر.. كريم السجايا.. نبيل الخلق.. أخذ من جده وأبيه.. احترام الآخرين.. وحب الآخرين.. وإكرام الآخرين سلوكاً وتعاملاً.. لا تسمع منه كلمة نابية.. أو ذميمة ناقصة.. وحين يتحدث إليك فإنك تصغي إليه إعجاباً بهدوء مثل صوته الهادئ.. كان حفياً وفياً مع كل من عرفه.. بكل صفات النبل والخلق الجميل.
إنني أعزي نفسي فيه.. مثلما أعزي أمه الصابرة.. وزوجته المحتسبة.. وابنه وبناته.. وإخوته وأخواته الذين أسأل الله أن يجمّلهم بالصبر وأن يسكن في قلوبهم السكينة وهذه إرادة الله ولا راد لمشيئته.. رحمه الله.
.. والفقيد الغالي الدكتور محمد بن أحمد العيسى الذي رحل عن هذه الدنيا مبتسماً مثلما كانت حياته دائماً.. ابتسامة الرضا.. وابتسامة المحبة.. لكل الناس.. كان طبيباً بارعاً أحبه مرضاه لبراعة علمه.. وكفاءة تخصصه.. ودماثة تعامله.. كان طبيباً من طراز نادر بسيطاً في مظهره.. طبيعياً في حديثه.. لا تكاد تصدّق أن هذا الرجل هو الطبيب الذي جئت من أجله.. فإذا ما تعاملت معه وجدته الطبيب الكفء.. والنطاسي البارع في تخصصه.. وأحمد الله أن الكثيرين ممن زاروه وتعاملوا معه كتب الله لهم الشفاء على يديه. وإذا كان قد عانى في سنواته الأخيرة من آلام واجهها بالصبر والاحتساب.. فإنني أسأل الله أن تكون تكفيراً له وأن يجزيه الله خير الجزاء لقاء ما قدَّمه لوطنه وأهله من خدمة إنسانية نبيلة.. وأن يلهمنا وإخوته وأخواته عزاء الصبر وجميل السلوان.