لم يعد للإيرانيين ما يسترون به عورة مخططاتهم التوسعية في جسد العالم العربي من الخليج إلى المغرب العربي حيث تتساقط أوراق التوت لتكشف عن مشروع سياسي وأيدلوجي يقف وراءه فكر قديم متوارث للهيمنة وهي تريد أن تكرر تجربتها (الناجحة) في العراق لتعمم هذه التجربة في دول أخرى!
وإيران تحاول أن لا تتورط مباشرة لكنها تورط معها جماعات موالية لها مثلما هو الحال مع الحوثيين في اليمن وغيرهم في دول عربية أخرى، حيث تقوم تلك الجماعات بالنيابة عنها بزعزعة الأمن وشق عصا الوحدة لتحارب مجتمعها وتقاوم الجيش الوطني وتحمل السلاح ضد مواطنيها لصالح أطماع وأغراض أيدلوجيه إيرانية، فهل هناك خيانة عظمى أعظم من تلك المهمة التي تقوم بها بعض الجماعات!
المشروع الإيراني بدى واضحاً للعيان ولم يعد هناك مجال للتمويه والتأويل فهو مشروع يريد أن يسيطر على دول معينة ليضعها ضمن قائمة دول تمكن من السيطرة عليها ودول زرع فيها أحزابه السياسية (المسلحة)!
والآن اتضح لها أن مشروعها (الحلم) الأضخم والأكبر بأن تكون على خط المواجهة مع المملكة وأن يكون لها حدود مشتركة وهو حلم تم إيقاظ المسؤولين الإيرانيين ذات صباح ليشاهدوه وهو يتهاوى أمام أعينهم بعد أن تم إبطال مفعوله من قبل المملكة واليمن، وبالتأكيد أن هذه النهاية المفجعة لمن كان (يحلم) هو ما جعل الرئيس الإيراني أحمدي نجاد يخرج عن طوره وعن العرف الدبلوماسي ويتحدث عن تدخل للمملكة في شؤون اليمن! وكأن اليمن اشتكت لفخامة الرئيس وهي التي اكتشفت وأعلنت أن مخابراته وملاليه هم الذين دعموا الحوثيين للخروج على إخوانهم ومواطنيهم!
سمو وزير الخارجية قال في تعليقه على تصريحات نجاد: (كاد المريب أن يقول خذوني).. ومثل هذه التصريحات الإيرانية تعودنا عليها وبالتأكد أن المشروع (الحلم) عندما ينهار على رأس نجاد كما انهار أمنه واستقراره الداخلي الذي يحاول أن يتناساه وهو يوجه جنوده للقمع والاستبداد في حق مواطنيه! بالتأكيد أن ذلك سوف يجعله يقول مثلما قال عن تدخل للمملكة في شؤون اليمن! واليمن دولة عربية لها سيادتها وهي التي لها الحق أن تقول من الذي يتدخل في شؤونها!
لقد تنبهت المملكة لهذا المشروع التوسعي الإيراني ودفعت في مقابل مواجهته الغالي والنفيس ولكن بالتأكيد أن هناك مشاريع أخرى تطبخ خلف الكواليس لا تضمر خيراً للعرب، والخليجيون بالذات عليهم أن يتنبهوا، فالأطماع الإيرانية ليس لها حدود، ولكن إذا كان لإيران مشاريعها ومصالحها التي تبحث عنها داخل أوطاننا، أليس من حق العرب وفي مقدمتهم جامعتهم التي تصمت عندما يكون الكلام والفعل حقاً مشروعاً أن يبحثوا عن مصالح ومشاريع داخل إيران يمكن أن يتم التخطيط لها كمثل أن يقوموا بنصرة إخوانهم السنة وعرب الأحواز على وجه التحديد، على الأقل لتكون تلك أوراق ضغط وأسلحة تردع تهور الثورة الإيرانية ومشاريعها وأحلامها التوسعية!
alhoshanei@hotmail.com