الرياض - الجزيرة :
لم يختلف الأهلاويون والهلاليون على سوء حكم مباراتهم في دور الأربعة لمسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد.. واتفقوا أيضا على أن الجانبين تعرضوا لظلم تحكيمي فاضح أثر على نتيجة المباراة المثيرة.. الفرق بين الجانبين هو أن الهلاليين استطاعوا تجاوز أخطاء الحكم والتغلب عليها لأنها حدثت والفريق متقدم أو متعادل وفي وقت مبكر أمكن بعده التعويض والعودة إلى المباراة وتحقيق الفوز.. وتضمنت الحقوق الهلالية المهدرة من قبل الحكم عدم احتساب ضربة جزاء صريحة لمصلحة أحمد الصويلح في شوط المباراة الأول في الدقيقة 23 وطرد من تسبب فيها وهو اللاعب (الريشاني) الذي كان بالأصل لديه كرت أصفر نتيجة مخاشنته لاعب الهلال الفرج في أول دقائق المباراة.. وهو ما جعل اللاعب الخلوق أحمد الفريدي يخرج عن طوره ويحتج على الحكم لينال كرتا أصفرا مستحقا.. ولو طبق الحكم العواجي القانون بنصه وروحه لحسمت المباراة مبكرا ولما احتاج الهلاليون لضربة جزاء كثر فيها اللغط واتفق المحللون على عدم صحتها.. وغير هذا فإن اللاعب (الريشاني) استحق الطرد مرة أخرى في الوقت الأصلي عندما ضرب بقدمه وجه الفريدي ولكن الحكم (طنش) لأن لديه إنذار.
ولم يعانِ الهلاليون من حكم الساحة فقط بل عانوا أيضا من رجل الخط الأول (الدولي الخبير) عبدالعزيز الكثيري والذي سمح لمالك معاذ بالمرور ثلاث مرات دون أن يرفع رايته الخضراء وحتى الهدف الأهلاوي الثالث يشك في صحته كما أنه بناء على موازين رجل الخط الدولي فإن هدف الفريدي الملغى لم يكن أكثر وضوحا من حالات التسلل الأهلاوية الواضحة الفاضحة.. ولا تدري ماذا حل بالكثيري وهو الحكم الذي كنا نشهد بكفاءته وخبرته.
في الجانب الأهلاوي ساهمت الخبرة الإدارية القليلة لسمو مشرف كرة القدم الأمير الخلوق فهد بن خالد في (توتير) لاعبي الأهلي قبل أن تبدأ المباراة عندما خرج بتصريح شهير ومؤثر على فريقه أكد من خلاله قلقه من حكم المباراة.. وهو ما جعل لاعبي الأهلي يتفرغون للاحتجاج على كل صافرة تصدر من حكم المباراة ولا يظهرون بمستواهم الحقيقي المعروف كما أن تسليم مدرب الفريق الجديد فارياس مهمة الإشراف على الفريق في هذه المباراة خطأ إداري بحت فمدرب الفريق الأصلي الفرنسي أكثر خبرة ودارية منه بأوضاع الفريق ومستويات لاعبيه.
نتفق على أن الأهلي مثله مثل الهلال ظلم بضربة جزاء في وقت قاتل ولكنها هدف تعادل وليس فوز كان بإمكان الفريق العودة بعدها والفوز لو بضربات الترجيح.. ولكن الوضع كان مهيأ فنيا وإداريا للانفجار وبالفعل حدث ما حدث فالهلال سجل هدف الفوز الرابع وسط ارتباك لاعبي الأهلي وخرج الخلوق مالك عن طوره ونال كرتا أحمرا واتجه لاعبو الأهلي نحو حكم المباراة بعد نهايتها للاحتكاك به والاحتجاج عليه ويعلم الله ماذا سيحدث للاعبي الأهلي بعدها.. المهم أن في المباراة دروسا وعبر من النواحي الإدارية والفنية والتحكيمية تعامل الهلال معها بشكل عادي ولم يغير في تشكليته والأهلي جيش الجيوش لها فأحضر كل نجومه ومعهم جمهوره ومدربه الجديد وهذا بالطبع من حق كل فريق أن يفعل ما يراه مناسبا.. أما التحكيم فقد صعب المباراة على نفسه وهز من شخصيته بعد أن سمح للاعبي الفريقين بمناقشته والاحتجاج على أي صافرة يطلقها.. وهو أمر بلا شك يجعل من يتعاطف مع الحكم السعودي يعيد حساباته ويطالب بالحكم الأجنبي في المباراة النهائية لأن المعاناة استمرت والأخطاء تكررت ولم يسلم أي من الفرق منها.