في ظل التطور الإعلامي وتوسع وتنوع وسائله وتقنياته وبالتالي قوة تأثيره وتدخله في كثير من الممارسات والحياة العامة والهموم بمختلف ألوانها وأحجامها.. أصبح من الضروري أن يدار - أي الإعلام - بعقلية تدرك قيمته وقادرة على تسخيره لفائدة المجتمع والوطن بكل أطيافه ومجالاته.. زد على ذلك أهميته في المرحلة الحيوية الراهنة، وما تشهده على مدار اليوم الواحد من تسارع في الأحداث وتقلب في المواقف والظروف والأجواء على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والرياضية داخلياً وخارجياً.
إزاء ما تقدم لا أبالغ ولا أجامل عندما أقول: إن وجود رجل بحجم وخبرة وحكمة وسيرة وتأهيل معالي الدكتور عبد العزيز خوجة كوزير للثقافة والإعلام في هذه المرحلة تحديداً بعد الاختيار الأروع كما يجسد بصدق وبالفعل حنكة ودراية وبعد نظر القيادة الرشيدة، وحرصها واهتمامها بالشأن الإعلامي ودوره في تنمية وتوعية ورقي الإنسان السعودي.. الأمر الذي صرنا نعيشه ونلمسه في مشاريع الوزارة الثقافية والإعلامية، وفي برامج وقرارات وأفكار وتحركات معالي الوزير، وفي صياغة واقع إعلامي جديد يتجه بنا نحو المزيد من الفهم لمعنى الإعلام وحدود وضوابط ومفهوم الحرية وفي مد جسور الفعل والتفاعل والتواصل بين كافة الوسائل والقطاعات والأجهزة والمؤسسات الإعلامية، وكان آخرها وأجملها وأثراها الاجتماع الأخير لمعاليه وحواره المفتوح مع الصحفيين في اللقاء الشهري لهيئة الصحفيين السعوديين.. وما نتج عنه من رؤى وقناعات وتوصيات ستكون بمثابة الخطوة المهمة على طريق ازدهار وانتشار وتألق الإعلام السعودي مستقبلاً.
دوري المجتهدين
بعد لجنة الحكام تم الانضباط جاء الدور على اللجنة الفنية، هذه اللجان الثلاث مع لجنة المسابقات تمثل أساس الكرة ودعم أو تحطيم دوري المحترفين، وهي مصدر تشريعاته والمعنية أكثر من غيرها بإدارته ومستوى تنفيذه.
ما يجري من أخطاء وتجاوزات وما نسمعه من تعليقات وتصريحات لبعض المسؤولين في هذه اللجان يجعل دوري المحترفين بعيداً تماماً عن شيء اسمه احتراف ومن الأسباب المعيقة لتطويره، ويفتح مجالاً واسعاً لانتقاده بل والتشكيك به وعدم الثقة بهيئته والأسماء والجهات المكلفة بإدارة شؤونه، كما أن انعكاسات وإفرازات ما يدور من صخب وضجيج واتهامات متبادلة رسمية وجماهيرية وإعلامية ستمتد وتشمل اتحاد الكرة برمته، وهنا تزداد الأمور تعقيداً وصعوبة على المنتخبات الوطنية.
لإيجاد علاج شافٍ وحل مجدٍ ومقنع وسريع أتفق مع الزميل الأستاذ عبد العزيز الهدلق على ضرورة أن يكون عمل اتحاد الكرة ولجانه وأمانته مؤسسياً في لوائحه وقراراته والأسماء المؤهلة والقادرة على إدارته بالمعرفة والتخصص وليس بالاجتهاد الأقرب إلى التخبط وارتكاب الكوارث والأخطاء.
الجزار رادوي والخلوق أسامة
إذا أردتم معرفة كيف ومتى ولماذا يكون التناقض في التعامل والقرار واللغة بين هذه الحالة وتلك فانظروا لمن وصف الروماني رادوي ب(الجزار) لمجرد اشتراكه مع سعد الحارثي بكرة اختلف حولها الكثيرون بينما يطلق على أسامة المولد بالنجم الكبير والخلوق، وأن ما فعله بالسهلاوي كان تصرفاً مستغرباً منه خارجاً عن إرادته علينا جميعاً مراعاة مشاعره وظروف فريقه؟!
كذلك بعض الحكام يتساهلون مع أخطاء اللاعب السعودي ومخاشناته في حين يتحولون إلى حازمين وصارمين ويستخدمون العين الحمراء في أقل وأخف أخطاء اللاعب غير السعودي، والتوجه ذاته ينطبق على قرارات اللجان باتجاه اللاعبين والأندية.. وهنا يكون الوضع أسوأ وأقسى وأكثر خطورة وتأثيراً سلبياً على مستوى وانضباطية المسابقات المحلية عموماً.
احترموا عقولنا وتحدثوا وقرروا وتعاملوا مع الوقائع والأحداث بشيء من الإنصاف والإقناع والهدوء والعقلانية.
كنا نتمنى من الأمير الخلوق فهد بن خالد أن لا يتحدث بذلك الانفعال إلا بعد أن شاهد وتأكد من أن الحكم مرعي عواجي ومساعديه ارتكبوا أخطاء مؤثرة ضد الهلال أكثر وأوضح مما تعرض له الأهلي.
رغم اختلافنا معها واعتراضنا على بعض مواقفها إلا أن شبكة (ART) بقيادة الإعلامي الماهر والمتمرس الزميل وليد الفراج صنعت طاقما سعوديا متميزا وقدمت لنا عملاً مهنياً جديراً بالتقدير والإشادة والإنصاف، ولو لم ينجح الفراج إلا في استمرار وتألق برنامج (الجولة) اليومي لكفاه.
كتاب الزميل عثمان أبوبكر مالي عن (الدنبوشي) يعد طرحاً جريئاً مدعماً بالحقائق والمعلومات يشخّص ويناقش واقع الكثيرين وانسياقهم للأسف الشديد خلف هذه الخرافة المحرمة شرعاً.
اذا كانت اللجنة الفنية تقول إنها طبقت اللائحة واعتمدت في قرارها على رأي الحكم العمري في احتسابه لهدف الشباب (القضية) فلماذا التصويت إذاً..؟
الإشكالية ليست في قدرات ومؤهلات الحكم السعودي، وإنما في عقلية ونوعية اللجنة المسؤولة عن إدارته.!
خسر الاتحاد المدرب كالديرون مثلما خسره المنتخب السعودي قبل سنوات..