الابتعاث للخارج.. رغم أنه عايش مع بداياته.. وربما ما زال.. جدلاً طويلاً حول أهميته وفعاليته وانعكاساته ومدى حاجة مجتمعنا له.. وهل يمكن أن نستغني عنه.. ورأي بعض العلماء فيه.. وهي حوارات متلاحقة.
أقول.. رغم كل ذلك الحوار.. إلا أننا نشعر أن أي مجتمع يحتاج إلى أن يكون هناك تلاقح وتزاوج وتعاون في كل شيء.. ومنها.. العلم والبحث العلمي والتخصصات.. وبالذات.. العلمية الدقيقة.
** الابتعاث.. نشأ مجدداً.. وتم تعميمه وكان له جملة من الفوائد..
أولها.. أنه قضى تقريباً على العاطلين الذين كانوا بلا مقاعد جامعية.. وبلا عمل.. وبلا أمل.. وكانوا يعايشون الإحباط والفشل.. ويوسوس لهم الشيطان ألف وسواس في اليوم ويفكرون في كل شيء.. فهذا المجال استقطب هؤلاء.. فمن هو كفء.. ومن جاد.. سيخرج بنتيجة.. أما الكسول الفاشل.. فلا يلوم إلا نفسه.. لأنه أعطي فرصة العمل ففرط بها.
وهذه الفائدة رغم أهميتها من الناحية الأمنية إلا أنها ربما تكون أقل الفوائد أهمية..
الثانية.. أننا نحتاج بالفعل.. إلى أن نشاهد ونرى ونستفيد مما هو عند غيرنا.. وبالذات الدول الكبار (علمياً نحن نريد أن نتعلم في أمريكا وكندا وأستراليا وفرنسا وبريطانيا.. والهند والصين واليابان وسنغافورة وكوريا وغيرها.. وغيرها..
نحن نريد أن نعرف.. ماذا لدى الآخرين.. نريد أن نتعلم منهم ونستفيد منهم.. وهذا بدون شك.. إجراء ضروري وعمل مطلوب.. أما الاقتصار على ما عندك.. فيجعلك تسير في مكانك. وهناك دول لديها عشرات الجامعات ولديها مئات الآلاف من الخريجين من جامعاتها ولم تتقدم منذ ثمانين سنة.. ولا داعي لضرب الأمثلة.. ذلك أنه لا يوجد لها مبتعث واحد.
الثالث تنويع دول الابتعاث.. شرقاً وغرباً.. فقد كان في السابق مقصوراً على أمريكا وبريطانيا وفرنسا بالذات.. وربما ألمانيا وكندا وأستراليا وهكذا.
اليوم.. تم تعميمه.. وكان هناك عدة دول جديدة أضيفت للقائمة في كل مكان.. فتم التعميم.. وبهذا.. تكون الفائدة أكبر وأشمل.. وسنحصل على تجارب الآخرين كلها.. وسنستفيد من تطور الدول الأخرى كلها.
سنقف على تطور الصين والهند وماليزيا واليابان وإسبانيا وإيطاليا وكوريا وسنغافورة وغيرها.. سنعرف كل ما لديهم.. وستجتمع كل هذه التجارب الناجحة لدينا.
ولقد أحسنت وزارة التعليم العالي صنعاً.. عندما عممت الدول.. ووسعنا في أسماء الدول.. ولم تقتصر على دول معينة.. بل جاءت فوق العشرين دولة.. ومضى لهذه الدول كلها.. فوق سبعين ألف طالب وطالبة. وهذا بدون شك يحمل فائدة كبيرة.
أمر آخر.. وهو يجب أن نشكر وزارة التعليم العالي على تنفيذ مخطط وتوجهات خادم الحرمين الشريفين للابتعاث بشكل رائع للغاية.. فقد نفذ هذا التوجيه وتم ابتعاث هذا الرقم الكبير وفق انسيابه ووفق نظام.. ووفق خطط مدروسة كانت ناجحة بالفعل.. وقد وفق القائمون على شئون الابتعاث في تقديم برنامج ابتعاث ناجح.. وفي متابعة خطوات البرنامج وفي التواصل والتفاعل مع الطلبة قبل وبعد إنهاء الإجراءات.. ونحن كلنا.. متفائلون بهذا التوجه الطيب.
الشكر الكبير.. والشكر العظيم.. هو لوالدنا وقائد مسيرتنا.. الوالد الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمد الله في عمره وحفظه ورعاه أينما كان.. فهذا.. هو قائد النهضة العلمية وقائد كل نهضة.
** أكثر من سبعين ألف طالب وطالبة.. هم اليوم ينتشرون في أكثر من عشرين دولة في العالم.. كله من بركات وجهود قائد المسيرة أيده الله وحرصه على أبنائه الطلبة وحرصه على الوطن.. في أن يساير العالم تقدماً ونهضة.