Al Jazirah NewsPaper Monday  18/01/2010 G Issue 13626
الأثنين 03 صفر 1431   العدد  13626
 
ربيع الكلمة
الحياة حلوة و ... مرة!
لبنى بنت عصام بن عبد الله الخميس

 

نولد في هذا العالم ونأتي إلى الدنيا بصفحات بيضاء نقية وطاهرة، وقلم نكتب به حكاياتنا واختياراتنا وطموحاتنا وأحلامنا ونجاحاتنا..

تمر الأيام كالحلم.. فنكبر وتكبر مسؤولياتنا معنا، ونتورط بالعديد من الالتزامات، وتتعقد أفكارنا وتثقل أكتافنا بالهموم من الحاضر أو المستقبل أو حتى الماضي!.

نمضي في هذه الدنيا كل على حسب حلمه وهمته وطموحه ورؤيته، فتواجهنا صدمات وعقبات، فينقلب البعض الكثير على نفسه ظناً منه أنه الوحيد الذي يعاني في هذا العالم.. وأن همومه وقضاياه هي الأصعب والأعقد وأن حياته قد لونت بالأسود، وكتبت لها التعاسة إلى الأبد!.

بسذاجة أعتقد أن الحياة نعيم مقيم وراحة كاملة وسعادة دائمة.

البعض ظلم أبناءه حين علمهم أن الحياة جميلة، رائعة سهلة المنال.

فيصعق الابن وينكسر مع أول دمعة أو عثرة أو فشل وإحباط.. وقد ينتفض من تحت الرماد ويحلق مرة أخرى كطائر الفينيق.

فمن ذا الذي وعدنا أنها تخلو من الآلام والانكسارات؟؟

ومن ذا الذي صدق أنها طريق ناعم وممهد لا حفريات به ولا مطبات؟!

ومن الذي يدعي أن الصفو والكمال من شأنها أو من صفاتها؟؟

فالحياة كعنوان مقالي هذا.. حلوة ومرة، فيها دمعة وبسمة، تمر بنا أيام بطعم العسل وأخرى بلسعة العلقم.. وتمضي بنا السنين ونحن نتأرجح بين الشدة والرخاء، والإشعاع والانطفاء، فالحياة ليست قطعة شوكولاة نمضغها بمتعة ولذة إلى الأبد بل هي علبه شوكولاة لا نعلم في داخلها! فيها من الأصناف ما نحب ونستلذ به وفيها ما نمضغه مجبرين بمرارة.. هي مثل (الراديو) أيضا فيه مجموعة متنوعة من الأغاني والبرامج والدعايات والأصوات، المفارقة أننا مجبرين على تحمل كل ذلك خصوصاً أننا لا نستطيع تغيير الموجة، أو الاستعانة بمجموعتنا المفضلة من الكاسيت أو (السي دي)!.

يقول الشيخ والكاتب المبدع عائض القرني:

(عش واقعك ولا تسرح مع الخيال، واقبل الدنيا كما هي..

فسوف لا يصفو لك فيها صاحب ولا يكمل لك فيها أمر..

من الذي نال في دنياه غايته؟؟

من الذي عاش فيها ناعم البال؟؟

وتذكر أنه إذا اشتد الحبل انقطع، وإذا أظلم الليل انقشع، وإذا ضاق الأمر اتسع، ولن يهزم عسر يسرين، دع المقادير تجري في أعنتها، ولا تنامن إلا خالي البال.. ولا تنسى أنك في نعم عظيمة وأفضال جسيمة ولكنك لا تدري، تعيش مهموماً حزيناً تتفكر في المفقود ولا تشكر الموجود.

فطوبى لمن آمن أن الحياة مزيج دقيق من الفرح والحزن والسواد والبياض، والأفراح والأتراح.. وهنيئا لمن صدق أنها حلوة ومرة..

فاستقبل السعادة بحب وشكر وعرفان، واطمأن حين باغتته الأحزان والآلام وكان على ثقة ويقين أنها ستتغير.

فكما قال جبران خليل جبران.. (في قلب كل شتاء ربيع يختلج، ووراء نقاب كل ليل فجر يبتسم).

نبض الضمير:

(الوحيد المسؤول عن سعادتك هو.. أنت!).

***






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد