كنت أعزو بعض الأخطاء التي تقع فيها بعض لجان الاتحاد السعودي إلى (الفقر) الإداري تارة , وإلى (الافتقار) إلى الشجاعة في تطبيق القانون تارة أخرى , مع إيماني التام وثقتي المفرطة بسلامة المقصد؛ إلا أن (قضية) فريق الفتح وما تبعها من تبرير للخطأ الفني المستوجب لإعادة المباراة أوجس في نفسي أن تلك اللجان (تستخف) بعقولنا لسبب أو لآخر! ففريق الأهلي قد فقد بطولة من أمام الاتحاد بعد أن (سمع) الحكم صوت الكرة تصطدم (بشورت) اللاعب الأهلاوي؛ ليحتسب ضربة ركنية , فيسجل منها أسامة المولد هدف البطولة! ويستمر (الاستخفاف) بالعقول في مباراة الفتح والشباب , ويُجمِع الرياضيون على أن الكرة لم تلامس يد حارس الفتح وكان الواجب احتساب خطأ على لاعب الشباب؛ لولا أن الجهاز العصبي لحكم المباراة قد (أبرق) له أن يطلق صافرة احتساب الهدف , بعد أن شهد (مخه) فيما يبدو معركة بين (الحاستين) السمع والبصر , فغَلبت حاسة السمع البصر وبالضربة القاضية؛ ليتحول من خطأ فني إلى خطأ تقديري , ويتحول الباطل إلى حق! والمتابع لعمل هذه اللجان يرى أنها تهدم كل محاولة للتطوير, وتغتال كل بارقة أمل نحو إعادة الكرة السعودية إلى مكانتها في صدارة الكرة الآسيوية بعملها الارتجالي غير الواضح. وصدق الشاعر حين قال:

متى يبلغ البنيان يومًا تمامه *** إذا كنت تبني وغيرك يهدم؟!

فيبدو أن العدل في بعض هذه اللجان قد (ثُلم) حدّه , وتقرّحت أطرافه وبات أمرًا مألوفًا أن تطبق القوانين وبسرعة فائقة تجاوز سرعة (الضوء) ضد فرق , بينما (يُغض) الطرف عن فرق أخرى ذات الحظوة والدلال!

عجيب غريب

لا أعلم لماذا يغضب بعض النصراويين عندما نتحدث حول مشاركاتهم الخارجية؟ وهل يعتقد هؤلاء أن تقادم عهد تلك المشاركات يُسوّغ عدم ذكرها أو مشروعية نقاشها؟ فمشاركة النصر في بطولة أندية العالم في نسختها التجريبية كانت ب(التصويت) وهذا أمر معلوم ولا شك فيه , فيكفي للدلالة على ذلك أن النصر هو الفريق الوحيد الذي شارك في البطولة وهو بطل عام 98م بينما بقية الفرق أبطال 99م. وكون ممثلنا فريق النصر قد فاز ب(التصويت) وشارك بالبطولة العالمية لايعني أن يُنتقص من مشاركته أو أن تُلغى أحقيته فيها , وفي الوقت نفسه لاينبغي تجاهل هذا الأمر أو إخفاؤه؛ إضافة إلى أن هذا التصويت كان جرّاء فوزه ببطولة كأس الكؤوس الآسيوية , ليلعب كأس السوبر ويتعادل في مباراتين ليحقق البطولة لأنه سجل في أرض الخصم , وتأهله لبطولة كأس الكؤوس بعد تحقيقه لوصافة كأس ولي العهد بعد خسارته من الشباب في النهائي بثلاثة أهداف للاشيء.

مع العلم أن النصر كان أول فريق سعودي يشارك خارجيًا عندما حقق بطولة دوري 81م؛ ليمثلنا في بطولة الأندية الخليجية التي أقيمت بنظام الذهاب والإياب عام 83م؛ إلا أنه انسحب ولم يكمل البطولة , والتي رأى الكثير وقتها أن فريق الاتحاد هو الأولى بالمشاركة لكونه بطل الدوري المشترك عام 82م بينما برّر بعضهم وقتها أن بطولة الدوري المشترك لم تُدرج ضمن بطولات الدوري الممتاز لذلك شارك النصر. ويبقى الأهم في ذلك أن الحديث في مثل هذه القضايا أمر مشاع للجميع ولا غضاضة فيه, وذكر الحقائق التاريخية لا تعني الإهانة أو الانتقاص أو لايجب أن تفهم بهذا الاتجاه..

زيادة فرق الدوري

بات زيادة عدد فروق دوري زين للمحترفين أمرًا ملحًا، إذا ماعلمنا أن زيادة فرق الدوري من شروط الاتحاد الآسيوي للانضواء تحت منظومته الاحترافية , وقد تواترت أنباء الزيادة والتوصيات التي رفعتها لجنة تطوير المنتخبات , ولكن يجب النظر في أمور قد تؤثر في مسيرة الدوري لهذا العام , فالفرق التي تنافس على الهبوط , قد يصيبها التراخي عندما تعلم أن لا هبوط هذا العام؛ فيفقد الدوري جزءًا من إثارته وبعضًا من عدالته. والذي أراه في حال زيادة عدد الفرق إلى أربعة عشر فريقًا أن يصعد أول وثاني الدرجة الأولى مباشرة , ويلعب الحادي عشر والثاني عشر من فرق زين للمحترفين مع الثالث والرابع من دوري الدرجة الأولى بالطريقة التي تراها لجنة المسابقات سواء بطريقة الدوري أو المقص , ويصعد منهما الأول والثاني , وهكذا نحقق العدالة والمساواة ونضمن استمرار الإثارة في دوري زين , مع وجوب النظر في المسابقات برمتها عند إقرار الزيادة؛ لئلا تسبب كثرتها إرهاقًا للاعبين فينعكس أثر ذلك سلبيًّا على المنتخب السعودي.

آخر حتى

ماذا لو كان شعار الوسط الرياضي (لنتفق فيما اتفقنا عليه , وليعذر بعضنا فيما اختلفنا فيه)؟!