لا يختلف اثنان على أن (زعيم القرن) يمضي في الطريق الصحيح بخطوات ثابتة وواثقة نحو النهاية السعيدة التي أضحت إحدى سماته وثوابته المتعارف عليها متى ما نجح في إفشال التدخلات الخارجية، وفي احتواء المساعي الكيدية التي تفلح في الحد من انطلاقته.
وأزعم بأن هلال هذا الموسم قد لا يختلف عن هلال جُل المواسم منذ أول موسم دلف فيه إلى الساحة كفريق قيادي وريادي ولد في منصة التتويج.
غير أن تصدره أو تسنمه لقائمة الترتيب لهذا الموسم حتى الآن بفارق (8) نقاط عن أقرب منافسيه.. لا يعني بأي حال التسليم بأنه قد ضمن التتويج وذلك لعدة اعتبارات منها:
أنه تبقى خمس جولات على نهاية الدوري وهو ما يعني بداهة أنه مازال ثمة متسع من الوقت والفرص أمام بعض الفرق الأخرى.. إن لم يكن بالمنافسة على القمة فبالوقوف كحجر عثرة في طريق وصوله على أقل تقدير لضمان تدوين ذلك الشرف كإنجاز تاريخي في سجلات بعض الأندية، يمتد لسنوات طويلة على غرار تحويل بطولة الدوري من الهلال إلى الاتفاق خلال أحد المواسم البعيدة (؟!!).
ومنها حق الفرق التي ستقابل الهلال في ما تبقى من لقاءات، في اقتناص ما يمكن اقتناصه من نتائج إيجابية، سواء كان بداعي تعزيز المواقع، أو الهروب من المؤخرة، أو حتى بداعي الانتقام وتسجيل حضور قد يمثل للبعض قيمة توازي تحقيق بطولة (!!).
إذن: على الهلاليين التشبث بموقعهم المتقدم والعض عليه بالنوانجذ وعدم التفريط في فرص التسجيل وتحقيق النتائج.. مع عدم الإفراط في الثقة.. مع الاستمرار في منح المنافسين حقهم من الاحترام دون النظر إلى مواقعهم في سلم الترتيب.
الداهية..؟!
الدهاء صفة خاصة تتميز بها شريحة من الناس.. منهم من يطوعها لصالحه في كثير من الأوقات كسلاح فعال سواء في حالات الهجوم أو في حالات الدفاع، ومنهم من يسيء استخدام هذه الميزة فتنقلب عليه على طريقة السحر والساحر.
وبديهي أن من أميز فاعليات الدهاء ونجاعته.. هي القدرة على معرفة نقاط ضعف الغريم معرفة تامة ومن ثم التعامل معه.. مما يسهل مهمة كسبه والانتصار عليه بأقل جهد.
يتجلى ذلك تماماً في تعامل الإعلامي الداهية (بتال القوس) مع خصومه، رغم عدم التكافؤ العددي.. إذ هم عادة بالعشرات فيما هو بمفرده، ومع ذلك لا يجد صعوبة في إلحاق الهزائم بهم الواحدة تلو الأخرى ولسان حالهم يردد: (كماااان)؟!.
والمتأمل لقضيته الأخيرة مع الأقلام الاتحادية على خلفية مقطع الفيديو لابد أن يبصم بالعشرة على مدى ما يتمتع به (القوس) من فطنة ودهاء نادرين (ما شاء الله).
ذلك أنه في الوقت الذي يشنون عليه حملة شعواء، ويطالبونه بالاعتذار ويلحّون في ذلك.. مع الإصرار على عدم التنازل عن مطلبهم ذاك.
ولأنه أكثر دراية بنقاط ضعفهم على طريقة (يعرف من أين تؤكل الكتف).. لذلك لم يجد كثير عناء في إيجاد ما يجعلهم ينقلبون رأساً على عقب، ويتحولون من ألدّ الخصماء إلى أصدق الأصدقاء (؟!!).
وذلك من خلال إعادة (النخورة) في موضوع (نادي القرن) لعلمه بمدى ما يمثله ذلك من حساسية وأهمية قصوى لدى شريحة عريضة منهم، وبالتالي أنساهم موضوع مقطع الفيديو وحتى المطالبة بالاعتذار، ويتحولون إلى (زفيفة) في عرس القوس (؟!!).
ورغم إعجابي الكبير بالداهية (بتال القوس) إلاّ أنني لن أكف عن مطالبتي له بأن يتبع عبارته الشهيرة (ألقاكم) عند نهاية كل حلقة بكلمة (إن شاء الله) لعل الله أن يأخذ بيده إلى مرافئ الطمأنينة من أنني لا أدعوه إلاّ إلى الخير ولا شيء غير ذلك.
نسأل الله لنا جميعاً الهداية والصلاح.
(أبوك) يالفهم؟!
قد يجد المرء صعوبة في قبول أو رفض (خريط) عينات ممن يتصدون للتحليل والنقد الرياضي عبر الشاشات دون أن يستعلم عن خلفيات ومؤهلات تواجدهم أصلاً في مواقع لا يجيدون مقوماتها، وإن لامسوا - عشوائياً - شيئاً من جوانبها أحياناً، إما عن طريق الاقتباس أو عن طريق المحاكاة.. ولكنهم كثيراً ما ينفضحون عندما يتم وضعهم أمام حالات تتطلب قدرا كافياً من الفهم والدراية المبنية على رؤى مجردة من الجهل ومن الترسبات، وحتى من الارتهان لتأثيرات الميول (؟!).
ذلك أنه في ليلة فوز الهلال على شقيقه الفتح.. خرج أحد (إياهم) عبر أحد البرامج الفضائية كصوت إعلامي بغرض الاستفادة من آرائه خصوصاً وهو يشغل منصباً مرموقاً.
ولأن الأخ ضمن قائمة تضم الذين لا يستطيعون التخلص من العقدة الزرقاء الأزلية.. ولأنه لم يجد في الهلال من المآخذ ما يمكن أن يعبر من خلاله عما يختلج في داخله، ولأنه من الصعب عليه إهدار فرصة التواجد على الهواء دون تحقيق ما يعتقد أنه يلبي حاجة ما في نفسه.. لذلك كان لابد من أن يختلق ما يفي بذلك الغرض بما يتماشى مع فهمه الموغل في العبقرية (!!).
إذ تفتق ذهنه وعبقريته عن اكتشاف معضلة هلالية تتمثل في كون النسبة الأعلى من الأهداف ال (48) جاءت عن طريق نجوم خط الوسط.. فيما لا يجب من وجهة نظره ألا يتم التسجيل إلا بواسطة الهجوم.. وبالتالي فهو غير مقتنع بالمحصلة التهديفية الهلالية لهذا السبب (!!!).
أحد الذين استمعوا إلى نظرية الناقد الفلتة علق قائلاً: (أبوك يا لفهم) على طريقة الممثل السوري (حسام تحسين بك).
الشاهد: ليس الغرض من هذا الطرح تقييم نظرية الأخ بقدر ما هو تقييم عقليات وأفكار بعض القياديين في بعض الصحافة.