القاهرة - سجى عارف
في حوار مفتوح مع ضيوف مقعد السفير هشام ناظر والذي ضم نخبة من الوزراء والمفكرين من مصر والسعودية كان اللقاء في صالون الأربعاء الماضي مع أستاذ الجراحة الطبيب الإنسان الدكتور إبراهيم بدران وزير الصحة المصري السابق أستاذ الجراحة العامة بالقصر العيني بالقاهرة عضو مجلس أمناء المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية الذي أقنع الجميع بتواضعه وإيمانه وإنسانيته إلى جانب غزارة علمه وخبرته التي لا يختلف عليها أحد وعلى مدى أكثر من ساعة قدم عالم الطب الجليل رؤيته لمصر المستقبل بناء على أرقام وإحصاءات الواقع ومقارنتها مع العديد من دول العالم النامية والمتقدمة والتي أوضحت تأخر مصر كثيراً في مجالات التعليم والبحث العلمي والرعاية الصحية، وأكد أنه لا تقدم للدول إلا بالاتجاه للبحث العلمي السليم بعيداً عن بحوث الشهادات التي غالباً ما يكون مصيرها الإهمال وعدم التطبيق.
ومع تعدد الحوار مع الطبيب الإنسان كان التساؤل حول قانون زراعة الأعضاء حيث امتدح الإجراء المعمول به في المملكة، وقال إنه تأخر كثيراً في مصر، وما زال يواجه الصعوبات من غير المتخصصين للاختلاف حول الموت الدماغي للخلايا الجذعية والتي يقررها الأطباء فقط, وقال: على الرغم من أهمية سرعة إصدار القانون فإن صدوره ليس الحل؛ لأن الاختناقات المرورية ستحول دون تطبيقه نتيجة عدم وصول سيارات الإسعاف للمصاب في حادث الموت الدماغي إلى حجرة الإنعاش بسرعة من أجل الاستفادة من أعضائه في الزرع. وانتقد الدكتور إبراهيم بدران وزير الصحة الأسبق وسائل الإعلام التي تعاملت مع مرض إنفلونزا الخنازير ورأى أنها المتسببة في تضخيم أزمة إنفلونزا الخنازير وزيادة قلق الناس منها، وأضاف د.بدران أن الدرس المستفاد من أزمة إنفلونزا الخنازير هو غسل اليدين بالماء والصابون، وأن الوقاية أكبر مانع من المرض، وأوضح د.بدران أن هناك 10% فقط من خريجي الطب يتمتعون بالكفاءة والباقي يحتاج إلى تدريب وتأهيل بسبب كثرة أعداد الخريجين والإقبال المتزايد على دخول كليات الطب، على الرغم من قلة الإمكانيات التي لا تتسع لكل هذه الأعداد، ورفض د.بدران اتهام مصر بأنها مصنفة عالمياً في تجارة الأعضاء البشرية، قائلاً: هذا الاتهام يأتي ضمن حملات تشويه سمعة مصر وهناك دول أخرى معروفة بهذه التجارة عالمياً لا يتم الحديث عنها وتعددت آراء العالم الجليل حول مافيا الدواء الذين هددوا حياته بالقتل عندما كان وزيراً للصحة للموافقة على إنشاء مصنع للأدوية في مقابر البساتين.
وتحدث د.بدران عن تجربته عندما كان وزيراً للصحة في بداية السبعينيات ومواجهته لاحتكار إحدى الشركات الأجنبية لصناعة الدواء في مصر حتى أنه تلقى تهديداً بالقتل وقتها لولا وقوف ممدوح سالم رئيس الوزراء معه وإصداره قراراً بإغلاق الشركة وشهد اللقاء تكريم السفير هشام الناظر لشيخ العلماء العرب الدكتور محمود حافظ رئيس مجمع اللغة العربية بمناسبة بلوغه 98 عاماً بحضور نخبة من أساتذة الطب والمثقفين منهم د.ممدوح جبر وزير الصحة الأسبق ود.أنور بلبع والمهندس إسماعيل عثمان وأحمد الجمال والدكتور محمود حافظ عضو في أربع وأربعين هيئة علمية مصرية ودولية، وقد انتخب عضواً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة في عام 1977 ومن الإنتاج العلمي للدكتور حافظ أكثر من مائة وستين بحثاً منشوراً في مجال الحشرات ومكافحة الآفات بالمجلات العلمية المتخصصة في مصر والدول الأوروبية، وقد ألف الدكتور محمود حافظ وترجم وراجع أكثر من عشرين كتاباً في علوم الحشرات والحيوان وتاريخ العلوم وكتب الجزء الخاص بالحشرات في الموسوعة الميسرة فرانكلين وأسهم في ترجمة بعض المعاجم العلمية مثل معجم كومتون العلمي المصور بإشراف الجامعة الأمريكية والموسوعة البريطانية. وشارك في معجم علم الأحياء ومعجم الكيمياء والصيدلة ومعجم الجيولوجيا ومعجم النفط إصدار مجمع اللغة العربية كذلك راجع كتاباً موسوعياً عن تاريخ وتطور علوم الحشرات في مصر - إصدار أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وعن جهود الدكتور محمود حافظ الإنشائية فقد أنشأ وحدة البحوث الحشرية بهيئة الطاقة الذرية ومحطة البحوث الحقلية للبيئة الصحراوية بوادي النطرون، كذلك أسهم في إنشاء قسم علم الحشرات بجامعة القاهرة وأنشأ متحفاً للحشرات يضم أكثر من سبعين ألف عينة وأربعة آلاف نوع، الكثير منها جديد على العلم، كذلك أسهم في إنشاء قسم الآفات ووقاية النبات بالمركز القومي للبحوث ووحدة البحوث الحشرية بالمركز الإقليمي للنظائر المشعة للدول العربية، كذلك أسهم في إنشاء معهد بحوث الحشرات الطبية بوزارة الصحة، أما النشاط العلمي والثقافي واللغوي والتنويري في مسيرة الدكتور محمود حافظ, فمن العسير استقصاؤه؛ فهو رئيس مجمع اللغة العربية مجمع الخالدين وهو أول علمي في تاريخ المجمع يشغل كرسي الرئاسة فيه. كذلك هو رئيس المجمع العلمي المصري أقدم المجامع العلمية في مصر حيث أنشأه نابليون بونابرت عام 1798 وحصل الدكتور محمود حافظ على جائزة الدولة التقديرية في العلوم عام 1977 وجائزة مبارك في العلوم عام 1999 والميدالية الذهبية لجهوده العلمية البارزة مع شهادة تقدير من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا عام 1978 كذلك حصل على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1978 ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1981 إضافة إلى شهادة تقدير من هيئة البحوث الدولية بوزارة الزراعة الأمريكية لبحوثه الرائدة في علوم الحشرات.