الرياض - حازم الشرقاوي - منيرة المشخص:
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - افتتح وزير العمل بالإنابة ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر أمس، المنتدى العربي حول التدريب التقني والمهني واحتياجات سوق العمل، والذي تنظمه منظمة العمل العربية بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والذي ينعقد بالرياض بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتننتال.
وفي كلمة ألقاها الدكتور الخويطر أكد أن التدريب التقني والمهني رافد مهم من روافد التنمية في أي بلد من بلدان العالم، واهتمت به الأمم المتحضرة اهتماماً كبيراً يليق بدوره في نهضة الأمم واعتمدت على نجاحها فيه.
وذكر الخويطر أنه في الماضي كان عزوف من قبل الشباب في المملكة عن التدريب التقني والمهني، مبيناً أن الوعي الآن أصبح واضحاً في ظل توفير الإمكانات وارتفاع قيمة العامل في المجتمع, وأصبح هناك إقبال شديد تعدى ما رسمته الخطط.
وأضاف الخويطر أن المجال التقني والمهني أصبح مجالاً واسعاً في الكمال والجاذبية، وتم توفير المباني المتكاملة والمجهزة بأحدث ما وصلت إليه العقول والتجارب وتم توفير المعلم المؤهل والمدرب المميز، مؤكداً أن التدريب التقني والمهني أمران حيويان, وطبيعتهما تستوجب حصولهما على عناية فائقة وسخاء ومتابعة ملحة؛ حتى نضمن تحقيق طموح الأوطان لدفع عجلة التقدم في مجالات التنمية، مشيراً إلى أن التدريب التقني والمهني نال حقه من التعضيد، كما نال خريجوه حقهم من الرعاية والاعتبار وغطت وحداته مختلف مناطق المملكة.
من جانبه عبر المدير العام لمنظمة العمل العربية الأستاذ أحمد محمد لقمان في كلمة ألقاها عن سعادته بإقامة أول نشاط تقيمه المنظمة على أرض المملكة بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في مجال التدريب، حيث يعقد هذا الملتقى ضمن توجهات قمة الكويت لتجسيم بعض نتائجها خصوصاً ما يتعلق بالتشغيل والحد من البطالة.
وأضاف أحمد محمد لقمان أن المنتدى يأتي لبحث موضوعات تتعلق باحتياجات سوق العمل وأهمها عدم مواءمة مخرجات التعليم والتدريب مع احتياجات التنمية، وتطرق إلى تجربة المملكة العربية السعودية في التنمية البشرية، واصفاً خطواتها بالعملاقة؛ إذ انتقلت إلى المستوى الرفيع من التنمية بحسب المؤشر الدولي خلال سنوات محدودة، وبلغ إجمالي مشاريع التنمية 57% في خطة التنمية الخماسية الحالية.
وأكد الأستاذ لقمان أن إقرار العقد العربي للتشغيل في إطار نتائج قمة الكويت هو نظرة جديدة للتنمية ومضامينها لتجسير الفجوة بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية، متطلعاً إلى أن يحتل الإنسان العربي بينها الغاية والوسيلة معاً، واختتم لقمان كلمته بتطلعه إلى اصدار «وثيقة الرياض»؛ لتكون أداة عمل وخارطة طريق للمنظمة وللبلدان العربية حيث تنضم هذه الوثيقة إلى إعلان الدوحة حول التنمية والتشغيل في قرارها التاسع وإلى بيان الجزائر حول تشغيل الشباب، وسيكون لها أثر إيجابي في برامج تشغيل الشباب في الوطن العربي.
وفي كلمة للأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى والتي ألقاها نيابة عنه الأستاذ الدكتور محمد التويجري الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بالجامعة أشار إلى أن من أهم التحديات التي تواجه التنمية هو مدى الاستثمار في الإمكانات والطاقات البشرية استثماراً رشيداً يُعظم من المردود الاقتصادي والاجتماعي ومدى توظيف المعلومات والتحليلات الإحصائية توظيفاً جيداً يخدم التنمية؛ إذ إن البطالة بين المتعلمين من الشباب والشابات الباحثين عن العمل تعتبر مؤشراً خطيراً وسهماً نافذاً في مسار التنمية الشاملة؛ إذ يهدد الخطط التنموية الاقتصادية والاجتماعية.
وأكد في كلمته دور التعليم الفني والتدريب المهني كعامل مهم في تنمية الموارد البشرية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة، مضيفاً أن التخطيط والاستراتيجيات في واقع المجال الاقتصادي المتغير والمتقلب والمضطرب يستند إلى أرضية ثابتة ودرجة كبيرة من الاحترافية.
واختتم التويجري حديثه بالتأكيد على وجوب دقة المعلومات والتحليلات الإحصائية؛ لأنها ستنعكس على تحديد معدلات البطالة والحاجة إلى إيجاد الملايين من الوظائف خلال السنوات القليلة المقبلة؛ لأن الدول المتقدمة في الصناعة تقاس بمدى جودة إحصاءاتها.
عقب ذلك افتتح وزير العمل الدكتور عبدالعزيز الخويطر المعرض المصاحب للمنتدى والذي نفذته المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، حيث يحاكي نشأة المؤسسة منذ 3 عقود والتطور الكبير الذي مرت به مع شرح كامل عن برامج المؤسسة ووحداتها التدريبية وأبرز إنجازاتها، بالإضافة إلى معارض تحاكي أبرز المشاريع التي حظيت بها مؤخراً دعماً من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله.