خرج باتجاه الشمال من دلهي مجموعة من التربويين يقودون سيارتهم ليقطعوا مسافة ألف كيلومتر.. حمل هؤلاء التربويون معهم في سيارتهم مجموعة متنوعة من الاختبارات الوطنية المقننة في عدد من الموضوعات المدرسية. وكانوا كلما مروا بمدرسة على الطريق توقفوا عندها واختبروا عينة من طلابها، وهكذا استمروا في هذه العملية حتى قطعوا مسافة قاربت الألف كيلومتر، مروا خلالها بالعديد من المدارس الريفية والقروية. وبعد أن جمعوا نتائج اختبارات المدارس وحللوها لاحظ التربويون نمطاً غريباً في شكل النتائج. لقد لاحظ هؤلاء التربويون تحديداً أن نتائج الطلاب على الاختبارات تبدأ في الانخفاض كلما ابتعدوا عن المركز (مدينة دلهي)، أي أن أداء الطلاب يضعف كلما ابتعدنا عن المراكز الحضرية، وهذا يعني أن طلاب الأرياف لا يحظون بفرص تعليم جيدة كتلك التي يحظى بها طلاب المدن الرئيسية. هذه الدراسة دفعتني إلى طرح الأسئلة التالية: ما مدى عدالتنا في تقديم تعليم عالي الجودة لطلاب المدن والقرى على حدٍّ سواء؟.. هل يتوفر لطلاب مدارس القرى تجهيزات معملية ومخبرية تثري تعلمهم؟، هل تتوفر في القرى مبانٍ مدرسية تحقق الحد الأدنى من شروط المبنى المدرسي؟.. هل تحظى مدارسنا القروية بنفس الدعم التربوي الذي تحصل عليه مدارس المدن؟.