بيروت - أ.ف.ب :
تقدم مواطن لبناني بشكوى أمام القضاء ضد أستاذ مدرسة مسيحي، متهماً إياه بـ «محاولة نزع حجاب ابنته القاصر»، في تصرف اعتبره «إساءة إلى دينه الإسلامي»، بحسب ما قال لوكالة فرانس برس الجمعة. وقال أحمد البعريني إن أستاذاً مسيحياً في مدرسة رسمية في الشمال حاول قبل عطلة نهاية السنة نزع حجاب ابنته غوى (12 عاماً) بالقوة، وحذرها من مغبة دخول صفه وهي محجبة. إلا أن يوسف بشارة مدير المدرسة المشمول بالدعوى نفى الحادث، مؤكداً في اتصال مع وكالة فرانس برس أن «الطالبة لم تتعرض لمضايقات أو نزع حجاب». وأكد الوالد أنه رفع دعوى قضائية على كل من المدير والأستاذ أمام النيابة العامة الاستئنافية في الشمال، اتهم فيها الأستاذ بأنه «استخدم عبارات شائنة في حق التلميذة»، و»حاول نزع الحجاب عن رأسها، ولما حاولت ثنيه عن ذلك لم يتوانَ عن استعمال العنف بحقها» عن طريق دفعها ومعاملتها بشدة، بحسب ما جاء في الشكوى الواقعة في سبع صفحات مكتوبة بخط اليد. وأضافت الشكوى أن مدير المدرسة «تضامن مع الأستاذ» وأبلغ والد الفتاة الذي راجعه في الأمر بأن الأستاذ «لا يقبل التحاقها بالصف وهي تضع الحجاب». وقال أحمد البعريني إن ابنته «ارتدت الحجاب هذا الصيف»، وإنها منذ ذلك الحين تتعرض «لمضايقات من أستاذ مادة الرياضيات الذي كان يسألها إن كان أهلها أجبروها على الحجاب». مضيفا أن الأستاذ كان «يسخر منها ومن حجابها». وأضاف «من حق أولادي أن يتعلموا ويحافظوا في الوقت نفسه على معتقداتهم ودينهم».
وتقع المدرسة الرسمية في بلدة دار بعشتار في قضاء الكورة على بُعد نحو 20 كيلومتراً جنوب مدينة طرابلس، أبرز مدن شمال لبنان، وهي تضم 43 طالباً نصفهم تقريباً من المسلمين، فيما كل أساتذتها مسيحيون. وغالبية سكان دار بعشتار من المسيحيين، إلا أن المنطقة بشكل عام مختلطة. ولم يسجل مثل هذه الحوادث فيها من قبل.
وأصدرت (رابطة الطلاب المسلمين) في الشمال بياناً اعتبرت فيه أن «ذنب غوى البعريني أنها الفتاة الوحيدة التي ترتدي الحجاب الشرعي في مدرستها». ونددت الرابطة بهذه الممارسة المستهجنة، مطالبة المراجع الرسمية والدينية ب»عدم السكوت عن هذا الفعل البشع والأرعن، ومعاقبة الأستاذ وطرده من المؤسسات التربوية والتعليمية». وقال مسؤول الرابطة في الشمال إيهاب نافع لفرانس برس إن «هذه القضية مخالفة للقانون ومسيئة لمشاعر المسلمين وتتناقض مع صيغة العيش المشترك».