القاهرة - سجى عارف

حذَّر الدكتور جابر عصفور، رئيس المركز القومي للترجمة أستاذ النقد بكلية الآداب جامعة القاهرة الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة، من أن الثقافة العربية تمر من عنق زجاجة في الوقت الراهن، موضحاً في مقعد السفير هشام ناظر أن هناك مجموعة من التحديات التي لم تواجهها من قبل الحياة الثقافية العربية. وقدَّم الدكتور جابر عرضاً بانورامياً لتلك التحديات التي حددها في: العولمة - التطرف الديني - الأصولية - التمييز وافتقار الثقافة للتنوع، كما وصفها بأنها ثقافة تراتب لا مساواة، وأشار إلى انحدار الوعي الثقافي في العالم وتخلُّف التعليم والإعلام وانخفاض سقف الحرية، وأخيراً غيبة الأهداف القومية الكبرى. وأكد أن للعولمة وضعاً اقتصادياً بالدرجة الأولى يهدف إلى تحويل العالم كله إلى سوق مفتوح للشركات المتعددة، وأن هذا هو الهدف الاقتصادي الأول لها. وقال إن للعولمة على هذا النحو إيجابياتها التي لا ينكرها أحد، ولها سلبياتها التي لا بد أن ننتبه إليها. مشيراً إلى أن أهم إيجابيات العولمة هي تقنيات تكنولوجيا الاتصال الحديثة والمعلومات التي أتاحت لنا وفرة هذه المعلومات بطريقة ربما لم تعرفها البشرية من قبل. وأوضح أن للعولمة سلبيات تنتقص من استقلال ما يمكن أن يسمى تقليدياً بالدولة الوطنية، وأن هذا الاستقلال يضيع بسبب تدخل نفوذ الشركات متعددة الجنسية، محذراً من أن هذه الشركات تستطيع أن تدمر بلداً بأكمله إذا أرادت أو كان من مصلحتها أن تفعل ذلك بأدواتها الجبارة التي تتمثل في مؤسسة التجارة العالمية وغيرها من المؤسسات التي تضمن أن تمضي في هذا الطريق. وقال إن الأصولية هي التمسك بأصول أو فكر أو رأي على نحو ما يحول المواقف إلى مصطلحات تأخذ صفة القداسة بحيث تبتر الذي تختلف معها أو يختلف عنها بأي حال من الأحوال. والأصولية بهذا المعنى يمكن أن تكون دينية أو فكراً بشرياً يبلغ بمرجعيته إلى درجة في القداسة التي تجعل أي اختلاف عنه نوعاً من الكفر الذي ينبغي أن يُستأصل صاحبه. وقال إننا في العالم العربي نعاني هذه الأصولية دينياً وسياسياً واجتماعياً. وأوضح أن الثقافة العربية هي ثقافة تمييز لا تنوع؛ حيث نعامل الآخر على أنه مختلف عنا وأدنى منا، والآخر هنا يمكن أن يكون مختلفاً عرقياً أو دينياً أو ثقافياً.