Al Jazirah NewsPaper Saturday  16/01/2010 G Issue 13624
السبت 01 صفر 1431   العدد  13624
 
لما هو آت
ماذا في جراب الأيام..؟
د. خيرية السقاف

 

آخر يوم في الشهر الأول من العام القائم وُدِّع بكسوف الشمس..

وهو الشهر الذي ناظره العام الميلادي الجديد بعد أيام في المثول أمام أماني الإنسان، وما تعتمر به نفسه من الرغبات، في أن تكون الأيام فيهما وعداً مع السلام، وعهداً مع الإنسانية، في معانيها الأجمل الأنقى، غير أنهما بدآ بإنسانية تهتَّك نسيج بياضها باحمرار غضبها, وشحناء دخيلتها, وأحقاد جوفها، وخطط تدميرها، وتبخير سلامها.. وكلما ضعف الإنسان وتشظت إنسانيته، قويت شوكة ضلاله وعنفوانه على الأرض، بأساليب كثيرة ظاهرها فيه الوداعة، وباطنها لؤم ووضاعة.. على صُعُد يتقابل فيها الإنسان بالآخر صائداً ومصيداً..

في المقابل تكون ظواهر الطبيعة في خلق الله العظيم، ومنها لا يزال كسوف الشمس وخسوف القمر شاهدين على قوة الله في خلقه، وقدرته تعالى في أمره..

والإنسان السفيه الفقير قد تطاول وتمادى وصبغ الأيام بدكنه وأحاطها بجهله، يحسب أنه يبني وهو يهدم، وأنه يزرع وهو يجتث، وأنه يعلم وهو يجهل، وهو يتفوق بينما هو يتدنى، وأنه سعيد وهو بائس، يرتدي ثياباً ناصعة معطرة وأعماله تشبع الرماد ورائحة الحريق..

الموت يزيد، والعدوان يتمادى، والخوف ينتشر، والغربة تتسع، والناس التي تعيش في قرية واحدة تعيش في سجن، كلما همست فيه صرخت، وكلما ضحكت فيه بكت، وكلما انطلقت فيه تكبَّلت، وكلما جنَّحت فيه قُصت أجنحتها بمآسي الرعب، والحزن من معطيات الواقع, والفقد لدعامات الحياة الصحيحة، وعدم الثقة فيما تخبئه مفاجآت الحرب الظاهرة والخفية، المستهدِفة الوجهَ الجميلَ للإنسانية, بأمانيها التي يسطرها السذج الغافلون من الناس, في صبيحة كل عام جديد..

فإذا الأيام تركض، وإذا النذير في الفضاء ينطق.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد