Al Jazirah NewsPaper Saturday  16/01/2010 G Issue 13624
السبت 01 صفر 1431   العدد  13624
 
الثروة المعطلة
بقلم: عماش السبيعي

 

تطالعنا وزارة العمل بين فترة وأخرى عن إيقاف الاستقدام عن مؤسسة ما أو شركة ما بعد أن ثبت أنها تتاجر بالتأشيرات أو لتسجيلها مواطناً سعودياً في بيانات المنشأة كخطوة لإيهام الجهات المعنية عن تطبيقها للسعودة وغيرها من التجاوزات التي يقوم بها بعض أبناء هذا الوطن ممن وفقهم الله لامتلاك سجلات تجارية ولكنهم استخدموها فيما لا يرضي الله وما لا يرضي ولاة الأمر فباتوا تجاراً للتأشيرات وملؤوا سوق العمل بأفواج من الموارد البشرية غير السعودية التي لا يحتاجها.

ومجرد أن يصل العامل لأرض المملكة إلا وتبدأ المساومات عن الإيرادات التي سيدخلها سنوياً لمكفوله مقابل البقاء على كفالته ومن ثم البحث عن عمل في جهة أخرى.

هناك جوانب كثيرة تترتب على هذا الوضع ولن تتوقف المأساة في تضييق فرص العمل على أبناء الوطن فقط بل هناك انعكاسات أخرى رهينة بوجود هذه الكم الهائل من العمالة الوافدة بطرق غير نظامية وذلك على المستويين الاجتماعي والأمني.

يحدث هذا من مؤسسات وشركات وطنية فيما نجد أخرى تسبح في الاتجاه الآخر تشكل أنموذجاً فريداً في مساعدة الشباب السعوديين للحصول على عمل يعينهم على مواجهة متطلبات الحياة ضاربة بذلك أروع الأمثال في خدمة المجتمع.

مصباح علاء الدين

بعض الشركات الوطنية كشركة عبداللطيف جميل المحدودة وشركة عجلان وإخوانه وغيرهما رسمت على أرض الواقع نموذجاً يحتذى به في السوق السعودي وطرحت مبادرات لا حصر لها في سبيل مساعدة شبابنا في الحصول على فرص عمل من خلال العديد من الأنشطة المتنوعة التي طرحتها. فشركة عبدالطيف جميل ومن خلال برامجها لخدمة المجتمع أعلنت عن توفير أكثر من 41 ألف فرصة عمل للشباب والشابات في كافة مناطق المملكة خلال 2009 وتستهدف خلال العام الجاري 46 ألف فرصة عمل.

برامج جميل لخدمة المجتمع تشكل لحالها وزارة عمل مصغرة وتظل جهودها محل تقدير القيادة الحكيمة وكل أفراد الشعب السعودي. ولا أعتقد أن هناك شركة في المنطقة تقدم أعمالاً جليلة في مجال التوظيف وتهيئة فرص عمل مثل ما تقدمه شركة عبداللطيف جميل المحدودة عبر برامجها لخدمة المجتمع. إذاً فلنقارن بين من يتجرد بنكران ذات لخدمة الوطن بالاستثمار في شبابه وبين من يتاجر في التأشيرات ليملأ سوق العمل بالعمالة الوافدة ويضعف حظوظ وفرص العمل على شبابنا الطموح. ولا ينسي الجميع المقولة الشهيرة لوزير العمل خلال فعاليات منتدى جدة الاقتصادي والتي تمنى عبرها أن يحصل على مصباح علاء الدين ليطلب منه 100 شخص من أمثال رجل الأعمال محمد عبداللطيف جميل، تثميناً لدوره الرائد في خدمة المجالات العملية وتوفير الفرص للشباب السعودي. ونحن بدورنا ندعو الله أن يرزق قطاع شركاتنا الوطنية عشرات الأشخاص من أمثال شركة عبداللطيف جميل المحدودة.

وعلى مستوى القطاعين الحكومي والعام هناك العديد من الجهات التي سخرت إمكانياتها لدعم مشروعات الشباب والعمل على توظيفهم وتأهيلهم لسوق العمل عبر العديد من المبادرات مثل بنك التسليف الذي قدم جهوداً كبيرة ومقدرة في تمويل مشروعات السعوديين شباباً ومستثمرين وأيضاً صندوق الموارد البشرية «هدف» وصندوق المئوية وكلاهما يلعب دوراً ملموساً في دعم مشروعات الشباب من خلال الدعم المباشر أو فرص التدريب والوظائف التي يهيئها.

خلاصة الأمر أن شركاتنا ومؤسساتنا مطالبة بأن تجلس جلسات مصارحة مع نفسها لتتحسس مواضع الفرص التي من الممكن أن تتيحها لشبابنا ومن ثم تصدق مع نفسها لكي تترجم هذا الوضع إلى واقع. فيا تري كم سيكون عدد الذين سيتم توظيفهم خلال هذه الشركات من شبابنا السعوديين. وفي هذا الجانب اقترح إنشاء لجنة مكونة من الجهات الحكومية والأهلية لحصر توجهات الشباب الراغبين في الاستثمار أو الباحثين عن وظائف ومن ثم دراستها بالتنسيق مع الجهات المعنية بالتمويل والتوظيف وبالتالي نكون وقفنا على جانب مهم يتعلق بمستقبل أبنائنا في الحصول على فرص لكسب العيش الحلال.

مدير تنفيذي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد