القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج
أكد خبراء وسياسيون مصريون أن هناك العديد من الأدلة والبراهين على تورط النظام الإيراني في اليمن محذرين من خطورة ذلك على الأمن القومي العربي لأن التدخل الإيراني هدفه الأول هو زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة لجذب الأنظار بعيدا عن مشروعه النووي من ناحية، ولفرض هيمنته وأجندته على المنطقة من ناحية أخرى، وأوضح الخبراء والسياسيون أن مزاعم الرئيس الإيراني أحمدي نجاد عن تدخل المملكة في شئون اليمن، محاولة فاشلة منه لخلط الأوراق من أجل إخفاء دور بلاده المشبوه في المنطقة، وشدد الخبراء على أحقية السعودية في الدفاع عن حدودها والمحافظة على أمنها ضد إي معتد على أراضيها، مؤكدين أن الجامعة العربية والعالم كله يقف إلى جانب المملكة في تأمين حدودها مشددين على أهمية الحؤول دون تمكين إيران من توسيع مناطق نفوذها ومصالحها في المنطقة، حيث يؤثر ذلك بالسلب على مصالح الدول العربية، وقال السفير محمد بسيوني رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشورى المصري إن إيران متورطة في الحرب داخل اليمن وأنها تقوم بدعم جماعة الحوثيين في صراعها الدائر مع القوات الحكومية اليمنية في صعدة من أجل استغلال ذلك كورقة ضغط في صراعها مع الغرب حول برنامجها النووي.
وجدد بسيوني القول بأن لديه معلومات موثقة عن لقاء عقد في شمال اليمن بين قيادة من الحرس الثوري الإيراني وقيادات الحوثيين ورأى أن طهران تهدف من وراء ذلك إلى مد نفوذها بالمنطقة كما هو جار في العراق ولبنان وفي غزة، وشدد بسيوني على أحقية المملكة في الدفاع عن أراضيها موضحا أن ما يقوله نجاد عن تدخل سعودي في اليمن من قبيل خلط الأوراق.
وأعرب اللواء سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب المصري عن استغرابه واستنكاره للمزاعم الإيرانية التي تحاول زعزعة الاستقرار في الوطن العربي مؤكدا أن الدور الإيراني بات واضحا للعالم كله في مشكلة الحوثيين وأنها من يدعم هذه الجماعة في تعديها على حدود المملكة، وهو الأمر الذي تصدت له السعودية بحسم لأنه لا يوجد دولة في العالم يمكنها السكوت على انتهاك أراضيها والاعتداء على حرمة حدودها، وتساءل الجمال عن كيفية وصول هذا الكم الهائل من السلاح الثقيل إلى أيدي هؤلاء المتمردين وتسللهم إلى الحدود اليمينية السعودية لولا أن هناك دعما إيرانيا لهم وأشار الجمال إلى أن الحراك الإيراني لا يمكن أن تكون دوافعه دينية وإنما له دوافع سياسية توسعية موضحاً أن إيران ما زالت تلعب بالنار من خلال تبني أحلام إعادة مجد الإمبراطورية الفارسية حتى وإن ظهر تحت مظلة دينية.
وهاجم الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلون وعضو أمانة السياسات بالحزب الحاكم في مصر السياسات الإيرانية تجاه العرب مؤكدا أن هناك أدلة عديدة للتورط الإيراني في اليمن موضحا أن الهدف الخفي من وراء العلاقة الوطيدة بين إيران وجماعة الحوثيين المتمردة على السلطات اليمنية هو استمرار نهج تصدير الثورة الإيرانية، مشيراً إلى أن إيران تستخدم جماعة الحوثيين في اليمن على غرار النهج الذي تمارسه في لبنان والعراق وطالب عودة بوقفه قوية تتمثل في زيادة مستوى التنسيق اللوجستي بين السعودية ومصر واليمن وتقديم العون للسلطات اليمنية لإخماد فتنة الحوثيين وإجهاض المخطط الإيراني في المنطقة، مشيراً إلى أن الحوثيين يشكلون خطراً كبيراً.
وأكد اللواء أحمد فخر رئيس المركز الدولي للدراسات السياسية والمستقبلية أن التحركات الإيرانية في المنطقة تفرض تحديات على الدول العربية مما يحتم علينا مواجهة هذه التحديات وقال فخر إن ما تثيره إيران من اضطرابات وقلاقل يمثل تحدياً مباشرا للمصالح العربية والأمن الإقليمي عامة، موضحا أن الأنشطة الاستخباراتية والعسكرية الإيرانية على حدود العالم العربي تثير القلق الشديد، ولم تعد تلك الأنشطة خافية وشدد على رفضه للتدخل الإيراني في اليمن وأكد فخر أحقية المملكة في حماية حدودها.
ومن جهته قال اللواء جمال مظلوم مستشار مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية: إن ما يفعله الحوثيون في اليمن وعلى الحدود مع المملكة يأتي في إطار الأجندة الإيرانية الرامية إلى تفكيك الدول العربية وأضاف مظلوم أن إيران تستغل ورقة بعض الجماعات السياسية والمذهبية لتدعيم هدفها ولتضع شوكة في ضلع اليمن، خاصة أن هناك مسافة حدودية بسيطة بين السعودية واليمن مما يعتبر تهديدا كبيرا لأمن السعودية والخليج العربي، وشدد مظلوم على أن ما تقوم به المملكة هو حقها في الدفاع عن سيادتها،حيث حظيت بتأييد دولي منقطع النظير وتأييد شعبي كامل، ورد مظلوم على مزاعم نجاد حول دور المملكة في القضية الفلسطينية مؤكدا أن السعودية هي التي تسعى إلى السلام في المنطقة من خلال تبنيها مبادرة السلام العربية من اجل وضع حد لما يحدث في المنطقة من أزمات، وهي التي تبنت القضية الفلسطينية من خلال تحركات خادم الحرمين الشريفين ودعمه المستمر لصمود الشعب الفلسطيني، في حين أن إيران لم تسع يوما إلى تقديم جهد ملموس للقضية الفلسطينية وأن تصريحات قادتها عن القدس وفلسطين ما هي إلا محاولة لتصدير أزمة بلادهم الداخلية المتافقمة بعد الانتخابات الأخيرة.