طهران - أحمد مصطفى
أمضت حكومة الرئيس نجاد 8 أشهر من عمرها الجديد وما زالت قيادات المعارضة في الداخل ترفض الاعتراف بهذه الحكومة رغم الضغوط التي أخذت أشكالاً مختلفة انتهت بحالات التصفية والقتل. ويلاحظ المتابعون للشأن الإيراني أن تصريحات القادة المعارضين تؤكد ضرورة إعادة الانتخابات وتنحية الرئيس نجاد وحكومته كشرط لإعادة الهدوء؛ فبالعودة إلى القراءة المتأنية للبيانات الأخيرة لقادة المعارضة مير حسين موسوي (بيان رقم 17) وبيان الشيخ مهدي كروبي الأسبوع الماضي وتصريحات الزعيمين هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس الخبراء والرئيس الأسبق محمد خاتمي يمكننا الخروج بالنتائج الآتية:
أولاً: إن قادة المعارضة وأنصارها يعتقدون بتزوير العملية الانتخابية، وأن ذلك يعتبر خلافاً للدستور ويشكِّل تعارضاً مع نهج الخميني.
ثانياً: الدعوة إلى تأسيس لجنة انتخابية تضم علماء مستقلين ونزيهين، وهذا يعني عدم الاعتراف بمجلس صيانة الدستور.
ثالثاً: إطلاق سراح السجناء والمعتقلين وتجميد المحاكم، وهذا يعني أن قادة المعارضة تعتقد أن المحاكم هي حالة صورية وسيناريوهات أعدها المتشددون لإخافة الشارع الإيراني وأنصار المعارضة.
رابعاً: التشكيك بولاية الفقيه وبقيادة المرشد خامنئي.
خامساً: إطلاق حرية الصحافة وإطلاق سراح الصحفيين.
البنود أعلاه هي أهم الملامح لبيانات وتصريحات قادة المعارضة؛ فرغم خروج المظاهرات للموالاة ورغم تصريحات المرشد علي خامنئي وتهديدات البسيج وعمليات القتل المشبوه التي طالت شخصيات إصلاحية إلا أن المعارضة ما زالت مستمسكة بأجندتها التي تعتقد أنها أجندة خمينية، وتتهم حكومة نجاد بأنها قامت بالانقلاب على شرعية الخميني. يقول المرشح مير حسين موسوي: إنني أقاتل من أجل قيم الخميني، وإنني أعتقد أن هؤلاء قاموا بتنظيم انقلاب منظم ضد قيم الثورة من خلال القيام بعملية تزوير وإرساء حالة التشدد في عموم البلاد. والحقيقة أن ما يحدث في إيران من تعميم لثقافة القطب الواحد والتنظيم الواحد إنما هو إفرازات حقيقية أنجبتها حالات التصادم ما بين ثقافتين متضادتين، وتأسيساً على ذلك فإن فوران الشارع الإيراني إنما هو حالة طبيعية، ودرجة الفوران ستستمر طالما بقيت تلك العوامل على حالها. ويعتقد المرشد مهدي كروبي رئيس البرلمان الأسبق أن قطار الثورة قد خرج عن سكته وانحرف وأخذ يعمل بسكة أخرى. وقال: نحن نريد من وراء معارضتنا إرجاع القطار إلى سكته الأصلية؛ حيث يسود في الشارع الإيراني حالات الاتهامات المتبادلة التي وصلت إلى حالات التصفية، وما بين مظاهرات الموالاة والمعارضة تعيش إيران فوق صفيح ساخن، ويترقب الآخرون بقلق؛ فكأنهم يعلمون أن ثمة انفجاراً سيحيل القلعة إلى أنقاض.