بور او برنس - عواصم - وكالات:
تصاعدت حدة الغضب واليأس الجمعة في هايتي التي تعيش يوما آخر وسط الفوضى بعد ثلاثة أيام على زلزال يرجح أنه أدى إلى مقتل 50 ألف قتيل، حيث لم تصل المساعدات الدولية إلا لماماً؛ نظراً إلى عقبات لوجستية. ويجوب الهايتيون الناجون شوارع العاصمة بور أو برانس وسط الأنقاض والعنف وروائح
الجثث التي أمست لا تحتمل بسبب الحر الإستوائي الذي يسود الجزيرة. وجاهد متطوعو الاغاثة الذين يفتقرون إلى التنظيم والمعدات والتدريب في البحث عن الناجين وانتشالهم، مع تضاؤل الأمل بالعثور على أحياء. وأكد وزير الصحة الكس لارسن أمس أن أكثر من خمسين ألف شخص قتلوا وأصيب 250 ألفا بجروح جراء الزلزال الذي ضرب هايتي الثلاثاء.. وأضاف لارسن خلال مؤتمر صحافي: إن الزلزال أدى إلى تشريد قرابة مليون ونصف مليون من مواطنيه يعيش معظمهم منذ ذلك الوقت في العراء. وأكد رئيس وزراء بيرو فيلاسيكيز كويسكين من بور أو برنس أنه تم انتشال 15 ألف قتيل أمس, مضيفاً أنه تم دفن حوالي سبعة آلاف قتيل يوم الخميس بعدما حذر مسؤولون هايتيون من أن الحصيلة قد تصل إلى مئة ألف قتيل. ودمرت 10% من المساكن في بوراو برانس التي تضم 2،8 ملايين نسمة. ويقطن 3.5 ملايين شخص في المنطقة التي تعرضت لأسوأ الأضرار نتيجة الزلزال، أي بور أو برانس وضواحيها، بحسب المصدر نفسه. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الزلزال، الأعنف الذي يضرب هذا البلد الكاريبي منذ أكثر من 150 عاماً، أدى إلى مقتل ما بين 40 و50 ألف شخص.
من جهته، ذكر سفير هايتي لدى ألمانيا في تصريحات أمس الجمعة أن العديد من الوزراء والشخصيات السياسية البارزة لقوا حتفهم إثر الزلزال. وذكر السفير جان روبرت ساجيت أن من بين القتلى وزير العدل بول دينيس والمعارض السياسي ميشيل جيلارد. وقال: أعلم أن العديد من الوزراء لقوا حتفهم.إلى ذلك قالت الأمم المتحدة يوم الخميس أنه تأكد مقتل 36 على الأقل من موظفيها بعد انهيار مقر الأمم المتحدة في هايتي ومبان أخرى خلال الزلزال الذي وقع هناك هذا الأسبوع. وتشارك حوالي 30 دولة في أعمال الأغاثة الميدانية بحسب الخارجية الأمريكية فيما أعلنت الأمم المتحدة أمس أنها تلقت وعوداً بمساعدات دولية بقيمة 268.5 ملايين دولار، لكن الصعوبات الميدانية هائلة. فمطار بور أو برانس المجهز بمدرج واحد مكتظ، فيما تدهورت وسائل الاتصال وتعذر التنقل بسبب الطرقات المدمرة أو المقطوعة. وانتشر مظليو الكتيبة المجوقلة 82 في الجيش الأمريكي الجمعة على مدرج مطار بور أو برانس وبدؤوا نقل معدات الإغاثة الثقيلة.
وأعلن جون هولمز مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة أنه سيوجه أمس نداء لجمع 560 مليون دولار لمساعدة ضحايا الزلزال في هايتي. وقال هولمز: إن الأموال ستستخدم لتوفير الطعام والمواد الطبية والمياه والخيم، ويضاف دمار البنى المحلية ومشكلات النهب إلى العوائق اللوجستية، فبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الذي قرر إرسال مساعدات طارئة لمليوني منكوب، أعلن أمس أن مخازنه في بور أو برانس تعرضت (للنهب). وقالت لوسيل وهي ناجية من الزلزال: (إذا لم تصل المساعدة الدولية فإن الوضع سيتدهور سريعا، نحن بحاجة للماء والمواد الغذائية سريعا). وسمعت عيارات نارية متفرقة فيما قال شهود: إن المدينة شهدت أعمال نهب. كما أعلنت واشنطن أن السلطات الكوبية سمحت لها باستخدام مجالها الجوي بغية إقامة جسر جوي بين الولايات المتحدة وهايتي لتسريع وصول المساعدات. وأعلن رئيس هايتي السابق جان برتران اريستيد المقيم في المنفى في جنوب أفريقيا منذ الإطاحة به عام 2004 استعداده للعودة إلى البلاد للمساهمة في إعادة الإعمار.من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن المؤتمر الدولي لإعادة إعمار وتنمية هايتي الذي تحضر له بشكل خاص الولايات المتحدة وفرنسيا سيعقد في آذار - مارس على الأرجج بدون تحديد مكان انعقاده.