منذ أن تولى زعيم حزب الليكود المتشدد (نتنياهو) رئاسة الحكومة الإسرائيلية منذ حوالي سنة وهو يركز في مجال السياسة الخارجية على قضية المفاعل النووي الإيراني، بل إنه جعل ذلك أهم قضية تشغل بال إسرائيل تتجاوز .......
.. في أهميتها قضية الصراع مع العرب والفلسطينيين بدليل تجميده عملية السلام مع السلطة الفلسطينية التي كانت قد قطعت شوطاً جيداً في عهد سلفيه (أولمرت) و(سفني لفني) وتشجيعه سياسة توسيع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك (القدس الشرقية) التي تضم المسجد الأقصى الذي يعتبر ثالث أهم مقدسات المسلمين، وإعلانه قبول دولة فلسطينية عديمة السيادة مقطعة الأجزاء مسلوبة الحرية، وذلك مراعاة ومجاملة للرئيس الأمريكي (أوباما) الذي أبدى اهتمامه بحل قضية الصراع العربي الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وإيقاف توسيع الاستيطان قبل أن يتراجع عن مجال توسيع الاستيطان فيما بعد.
وقد حثت إسرائيل باستمرار حليفتها الرئيسية (الولايات المتحدة) على إيقاف المفاوضات مع إيران حول قضية المفاعل النووي واستبداله بالخيار العسكري الذي كادت الولايات المتحدة أن تركن إليه في أواخر عهد الرئيس السابق (بوش) لولا التراجع عنه في اللحظة الأخيرة لتخوف بوش من تكرار ما حصل بعد غزو العراق؛ حيث تكبدت الولايات المتحدة خسائر بشرية ومادية كبيرة، كما أن الغزو غير المشروع أدى إلى فوضى وعدم استقرار في العراق حتى اليوم، وبعد أن تولى (أوباما) رئاسة الولايات المتحدة رفع غصن الزيتون في كافة القضايا الدولية، ومنها قضية المفاعل النووي الإيراني وقد ضغطت إدارته على حكومة (نتيناهو) لكبح جماحها حيال مهاجمة إيران، وطلب منها إعطاء الدبلوماسية فرصة من الوقت قبل إثارة الخيار العسكري.
والآن، وقد وصلت المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة وحليفاتها من الدول الأوروبية إلى طريق مسدود بسبب عدم موافقة إيران على مقترح الطرف الآخر بأن يتم تخصيب اليورانيوم الإيراني في دولة أخرى؛ فقد بدأ الخيار العسكري يلوح في الأفق، وذلك بعد تصريحات قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط بأن الخيار العسكري لحسم النزاع مع إيران أمر غير مستبعد، وذلك بعد رفض روسيا والصين اللجوء إلى فرض عقوبات متشددة على إيران، وإذا نفذ الخيار العسكري سواء من قبل إسرائيل منفردة أو من قبل الولايات المتحدة أو بهما معاً فإن إسرائيل تكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد، ذلك أن مهاجمة إيران عسكرياً سوف يؤدي للآتي:
* القضاء على طموحات إيران النووية والذي سيؤدي إلى تهدئة مخاوف إسرائيل من إيران في حالة إنتاجها السلاح النووي.
* إعاقة جهود الرئيس أوباما في حل الصراع العربي الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية لأن نشوب حرب مع إيران سوف يؤدي إلى تأجيل عملية السلام، وبالتالي تأجيل إقامة الدولة الفلسطينية لسنين طويلة.
asunaidi@mcs.gov.sa