مشهدنا الثقافي والإعلامي شهد خلال الفترة القريبة الماضية ولا يزال حراكاً كبيراً سواء في كمه أو كيفه.. فعلى المستوى الإعلامي تم تدشين (خمس قنوات) جملة واحدة بدءاً بقناة الأحباب الأطفال (أجيال)، ثم أربع قنوات أهمها: (تاجا) هذه القنوات (القرآن الكريم) و(السنة النبوية) ثم قناتنا نحن أصحاب الحرف (قناة الثقافية) والرابعة قناة عالم الاقتصاد (الاقتصادية)، فضلاً عن التطوير الملموس في أم القنوات التلفزيونية (الأولى) والذي كسر بعضاً من نمطيتها التي ملها المشاهدون من أسماء وبرامج وينتظرها المزيد من التجديد، وهذا المنجز الإعلامي الكبير وخلال فترة قصيرة لم يشهده التلفزيون من قبل، وعلينا كمتلقين ومشاهدين ألا نتوقع أن تصل هذه القنوات إلى أعلى سقف التطلعات والمنافسات دفعة واحدة، وعلى من انتقدوا (القنوات الجديدة) أن ينتظروا (فالعطاء المرئي) ليس بذات السهولة مثل أي بناء مادي أو تجهيز فني يبدو للناظر سريعاً، لكنه يحتاج إلى وقت طويل للإنتاج وتراكم العطاء، والوزير د. خوجه قبل عدة أيام اعترف بذلك مؤكداً: (لا نقول إن المستوى الذي ظهرت به القنوات هو ما نطمح إليه، لكننا سائرون في التطوير وإنتاج البرامج القوية والقادرة على إيصال رسالتنا)، إننا لو تأملنا في القنوات الناجحة لرأيناها ظلت سنوات طويلة وهي تعاني من الضعف.. حتى استوت على سوقها وبدأت تتدرج في تقديم وإنتاج البرامج والمواد التي شدت المشاهدين إليها.
أما على (المستوى الثقافي) فهناك حراك كبير عاشته وتعيشه ساحتنا الثقافية من مؤتمر الأدباء إلى معارض الفنانين إلى العديد من المناشط الثقافية المنبرية وغيرها، ولا بد أن نحيي القائمين على وزارة الثقافة والإعلام على هذا الحراك والعطاء المشهود وعلى رأسهم معالي وزيرها الفاضل د. عبدالعزيز خوجه الذي كان موضع ثقة خادم الحرمين الشريفين، وهو أهل لها بتجربته الإعلامية الداخلية والخارجية، وبثقافته وبعلاقاته الواسعة مع مختلف أطياف المثقفين والإعلاميين، وهذا التطور يجيء ضمن منهج وسطي معتدل هو المنهج الذي يؤكد عليه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني، والذي عبر عنه الوزير الخوجه بقوله: (الثوابت التي نؤمن بها، والتي أعتقد أنها تمثل إجماع المواطنين السعوديين: الإسلام.. أمن الدولة ونظامها ورمزها.. الوحدة الوطنية.. والحوار، ومن وجهة نظري، هذه الثوابت تعزز الحرية ولا تعوقها أو تكبلها)، وقد جسد ذلك بفعله وبدأ يحقق مع زملائه بالوزارة ما نتطلع إليه لإعلامنا وثقافتنا وما ننتظره لمنظومتنا الثقافية والإعلامية أكبر بحول الله للتزامن مع منظومتنا التنموية الباذخة وما هذا إلا أول القطر.
السحيمي والحرية مسؤولية..!
- سعدت بحضور ندوة الأحد (المباركية) نسبة إلى أستاذنا صاحبها الفاضل د.راشد المبارك.
كان موضوع الندوة شأن ثقافي مهم وهو: (الرقابة الصحفية ما يجوز فيها وما لا يجوز) وكان المتحدث فيها الكاتب المعروف أ. محمد السحيمي الذي أجاد وأفاد في تناوله لهذه القضية بالغة الأهمية والحسَّاسة معاً، من وحي تجربته بوصفه كاتباً ومن منطلق ثقافته بصفته مثقفاً.
لقد اتفق المحاضر والمداخلون على ضرورة الحرية في عالم الكتابة على أن تقترن الحرية بمفردة المسؤولية.. وهنا يمكن أن يرتفع سقفها إلى أي فضاء ضمن ضوابط هذه المسؤولية سواء فيما يتعلق بحق الآخر أو فيما يمس ثوابت الوطن. إننا لكي نحافظ على هذا الهامش الكبير من سقف الحرية الذي أعطى للصحافة، فإن علينا أن نحميها.. أعني ألا نجعلها تتجاوز تخوم (المسؤولية الدينية والوطنية) وإلا فإننا قد نخسر هذا الهامش الكبير الذي ظفرنا به في السنوات الأخيرة.
دجاها وفجرها
- الحياة لا بد أن نعيشها بدجاها المعتم وفجرها المشرق لا نستطيع أن نجعل الحياة نهراً متدفقاً دائماً لا يفيض إلا فرحاً وابتهاجاً!
الحياة مزيج من نار ونور.
نشيد ونشيج.
ضحكة طفل ودمعة مكلوم.
فاكس 4565576
hamad.alkadi@hotmail.com