تشدني قراءات ما يقول الفلكيون والفيزيائيون والجيولوجيون..
تشدني قراءات ما يقول علماء النفس ومفسرو الإعجاز الإلهي في الكون..
ومع كل آية أتعمقها في صنيع الله في كونه وخلقه.. كنت مثلهم أتساءل عن لحظة بدء تاريخ، وأتطلع لكيفية لحظة انتهائه..
وكنت أتحادث مع النفس بأن جميع ما يكتشف العلماء جديداً في فضاءات الكون من نواحيه ظاهرها وباطنها، أعلاها وأدناها، فإنه ملحوق بخبراتنا، موصولة به تطلعاتنا، مجيب لشغف معرفتنا ونهم فضولنا، ذلك الذي يوقفنا عند نقطة مهمة هي أننا لا ولن نقوى على معرفة كلية، وإلا لما آمنا بعبوديتنا لهذا الخالق العظيم الذي رد أسئلتنا في شؤون فضولنا، ومعجز قدرته إلى أنفسنا، فقال لنا جل من قال: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}..
ولأننا آمنا بأن ما نعلم، وما سوف نعلم، إنما هو بمقدار, ومنه هذا المقدار من العلم الذي به توصل علماء الفلك مؤخرا إلى وجود أفلاك نجوم أخرى تم رصدها، ولعلهم على وشك اكتشاف كواكب، لا كوكبا واحدا شبيها بالأرض، وبأنه ما دام الشبه بينها وبين الأرض فإنها ستكون ذات مواصفات تسمح لكائنات أخرى بالعيش فيها، وبأنهم بذلك سيتوصلون للإجابة عن سؤال قديم جديد: (هل نحن وحيدون في الكون؟).. ذلك السؤال الذي حاول الإجابة عنه فكر الإنسان وخياله في منتجه الإبداعي من القصص, والأفلام ذات الخيال العلمي، والروح المستكشفة.. وها هو (سايمون ووردن) عالم الفلك ومدير مركز (آميس) للأبحاث التابع لناسا يصرح عند الإعلان عن اكتشاف كواكب شبيهة بالأرض, بأنه يتفاءل جداً؛ حيث لأول مرة يقول:.. (في وقت ما في حياتنا سنكون قادرين على الإجابة عن هذا السؤال.. وإذا ما كنت مراهناً سأراهن على أننا لسنا وحيدين وأن هناك الكثير من الحياة)..
غير أن الخالق الواحد الأحد قد أخبرنا في القرآن الكريم المنزل بأنه خالق الأكوان فائقة العظمة عن مدارك خلقه، إلا بقدر ما يشاء, من خلق السماوات والأرض بما فيهما في ستة أيام ثم استوى على العرش, يعلم تسبيح كل خلائقه التي تدب في أكوانه العظمى ولا نعلم تسبيحها.. لم يخلقنا وحيدين في أفلاكه.. فالجواب مسبق صادق التأويل إلهي المرجع.. وما للإنسان إلا السعي للمزيد من تقنين قدراته في كون الله..!