في وسط يحركه الهوى، ويعبث به سوء الظن، حريٌّّ أن يكون الكذب فيه (فنًّا) له رواده ومؤسسوه، وقد اقتضى تأسيس هذا الفن أن يكون الكذب قاعدة وأصلًا للشيء، يتكئ عليه بنيان (زخرفه) القول وسحره البيان، ظاهره الرحمة والبكاء على القيم، وباطنه التدليس والتآمر، وللتدليل على هذا الفن الذي راجت سوقه وربح بيعه في أوساط (المتعصبين) مداخلة رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد في انتقاده للجنة الانضباط, فقد حاولت أن أجد كلمة واحدة تدل على أن رئيس الهلال ضد قرار وقف اللاعب رادوي فلم أجد مايدل على ذلك, بل إن الرئيس قد أقرّ بخطأ اللاعب واستحقاقه للعقوبة! مع ذلك خرجت علينا بعض الأطروحات محاولة ترسيخ مفهوم مغلوط طالما نهجته تلك الأقلام, وغررت به كل عقل علته الأسقام, لتجعل تلك (الكذبة) قاعدة تتكئ عليها لتوهم الآخرين بأن الهلاليين ضد إيقاف رادوي، ولتشغل الهلاليين عن قضيتهم الدائمة أن لجنة الانضباط تعمل لإسقاط الهلال!
خرق النظام لا يُبرر
مهما كانت المبررات التي ساقها الأستاذ نابت السرحاني غداة دفاعه عن قرار لجنة الانضباط فإن خروجه كان خرقًا صريحًا لأنظمة الاتحاد الدولي, والهجمة الشرسة _ على حد تعبيره _ على لجنة الانضباط التي دعته للخروج والتصريح لن تكون الأولى ولن تكون الأخيرة, وربما تعرضت اللجنة لهجمة أشد ضراوة من هذه التي دعته للخروج, فحينها سيكون موقفه صعبًا ومحرجًا, فإما الخروج والتعقيب وارتكاب مخالفة أخرى أو التزام الصمت, فيكون بذلك قد أقرّ ضمنيًّا بخطأ قرارات لجنته وصحة الهجمة الشرسة والمتوقعة في ظل عمل هذه اللجنة!
بقايا حتى
في شهر فبراير سيقام حفل (أندية القرن) في العاصمة الإنجليزية لتكريم الأندية الفائزة بلقب (نادي القرن) فهنيئًا للوطن بهذا الابن البار والواجهة المُشْرقة والمُشرِّفة لرياضة الوطن.
يطالب بعض الكتّاب بالحكام المحليين وبحجة أن الحكام الأجانب أكثر أخطاء, وكأنهم بذلك يحاولون إقناعنا أن التحكيم السعودي الأفضل على مستوى العالم! وصدق من قال (لا يحمد السوق إلا من ربح)!
في اللقطة الموجبة لعقاب (رادوي) حاول لاعب النصر (سعد الحارثي) رفس اللاعب الهلالي؛ فأشهر له الحكم بطاقة صفراء، بمعنى أن الحكم قد شاهد اللقطة وكان هذا تقديره، فكيف يعاقب رادوي ويترك الحارثي مع أن الحكم وقتها رأى أن الحارثي أشد خطأ؟!
هذا الموقف ذكرني بلاعب نجران عندما (عض) لاعب الهلال (ليلومبيلي) فدفعه لاعب الهلال, فطال الوقف اللاعبين! هل من تفسير؟!
مهما كانت الغيابات الشبابية إلا أن غياب المحترف (كماتشو) كان سببًا رئيسًا في تدهور الفريق، فهذا اللاعب فريق بأكمله وعلى الفرق أن تبحث عن أمثال هذا النجم الكبير.
الفريق الوحداوي فريق شاب رائع, يقدم هذا الموسم عملا رائعًا, ولسان حال هذا الفريق (إذا خلا منا سيد قام سيد).
لا شك أن الأهلي النادي الراقي قد استعاد جزءًا من بريقه الذي فقده بداية الموسم, وقدم في مبارياته الأخيرة مستوى لافتًا، وقد يكون لاستعادة مالك معاذ جزءًا من مستواه دافعًا لتقديم النجوم الشبان في الفريق عطاءات متميزة، وستكون الانتدابات القادمة دعامة أخرى للفريق وسنرى الأهلي منافسًا قويًا على بقية بطولات الموسم.
النصر هو الآخر كان تنقصه ثقافة الانتصارات والتي كانت تعيق الفريق في كثير من المباريات التي كان يستحق الفوز فيها، فكان نزاله مع المتصدر فرصة لاستعادة ثقته بنفسه, ومواصلة السير نحو المراكز المتقدمة علّه يحظى بفرصة المشاركة الآسيوية للعام القادم.
لصحيفة الجزيرة وقفات مشرفة مع الإدارة النصراوية ومدير الكرة في الفريق الأستاذ سلمان القريني، فقد ساهمت الصحيفة في تسليط الضوء على العمل الرائع الذي تبذله الإدارة إضافة إلى دفاعها عن الفريق إلى أن استقرت أحواله وبدأ بجني ثمار العمل المنظّم؛ بعد أن حاولت بعض الأقلام التي تدعي حبها للفريق فرض وصايتها على الفريق وتسييره وفق ماتشتهيه!
عمل صحيفة الجزيرة لم يكن هو السبب الرئيس بل كان عاملا مساعدًا وهو الدور الذي تفرضه الأمانة الصحفية، ويظل عمل الإدارة وصبرها وقدرتها على سبر أغوار تلك الأقلام، وعزل الفريق عن وصايا أولئك, وحكمتها هو من أوصل النصر لهذا المستوى المتميز.
وأذكر أني في بداية الموسم قد تنبأت للإدارة نجاحًا في ظل الرغبة الصادقة في خدمة الفريق, وتوافر الإمكانات المساعدة وتأسيس فكر جديد لم يعهده النصراويون من قبل وهو الاهتمام بفريقهم دون التدخل بشؤون غيرهم، وهو الذي أضرهم في سنوات خلت!
لا يمكن أن يخلو عمل من الأخطاء, ولكن المهم أن تكون هذه الأخطاء دروسًا مستفادة في سبيل السير بأي فريق نحو تحقيق أهدافه في بداية الموسم.
وبما أن الحديث عن الأهداف, فهل وضعت إدارات الأندية فعلًا أهدافها (الخاصة بكرة القدم) بما يتناسب مع تاريخ الفريق وإمكاناته؟
لن تتقدم الكرة في بلادنا ونحن نُغيِّر المدربين بشكل مبالغ فيه, فيجب أن يعطى المدرب فرصته الكافية لأن يظهر إمكاناته، فليس أقل من الصبر على المدرب موسمين ليظهر أثر عمله، أما أن نطالب بتغييره لمجرد خسارة أو خسارتين وهو لم يمض موسمه الأول فإن ذلك جهل مركب، والأغرب من ذلك أن يطالب لاعبون سابقون لهم خبرتهم الميدانية العريضة بتغيير المدربين كما هم عامة الجمهور!
آخر حتّى
قال صلى الله عليه وسلم: (إذا وسِّد الأمر لغير أهله؛ فانتظر الساعة)