لاحظت أن الموضوعات التي تحرض أصوات المتلقين، تلك التي تتعلق بأسلوب التعامل معهم،...
وفقه التعامل من منهج الإسلام، لذلك بدأ بلين جانب رسول الله في دعوته الكافرين للهدي بهديه- صلى الله عليه وسلم- وبتسامحه معهم, وقد أدموا قدميه، وشقوا رأسه، وبالتخاطب مع الجاهلين وقد رفعوا أصواتهم عنده، وبخفضه جناح الذل من الرحمة لمرضعته، وبالتهذب في العتب مع زوجاته، وقد تآمرن عليه، وفي حسن إصغائه لمن جاءته تشكو إليه زوجها، والله تعالى يستمع لتحاورهما، وللصبي يسأله حاجته من المداعبة والملاطفة، وهو يصلي، ومع الزوجة النائمة بجوار موقع صلاته، وبتلك الحانقة من هدية ضرتها، ومع مراسيل رؤساء الكفر, وتخلقه بسلام دينه، ومسالمة معتقده، تلك المعاملة التي اقتضت أن توضع لخطوطها منهجية في سنته- عليه الصلاة والسلام- ما تعلق منها بحقوق الفرد مع نفسه, فلا يؤذيها ولا يظلمها، ومع الآخر فلا يبغضه، ولا يسرقه بمعنى السرقة الشامل لكل تعد سلوكي من المرء مع نظيره، ومع الجماعة في السلم والحرب، وفي الحياة وعلائقها قرباً وبعداً وجواراً وقربى،..
أفلا نعود لهذا النبع فنفتح صفحاته، ونتيح مضامينه، ونستعرض صوره وأشكاله ونجعلها في يد الصغار, والكبار ليتخلقوا في معاملاتهم وتعاملهم بهذا النهج القويم السليم الفاعل في إيجاد حياة جميلة وخلق مجتمع راقٍ؟