Al Jazirah NewsPaper Sunday  10/01/2010 G Issue 13618
الأحد 24 محرم 1431   العدد  13618
 
في المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية الألمانية.. الأمير سعود الفيصل:
مباحثات سعودية ألمانية معمقة وتسهيل إجراءات التأشيرة للمواطنين

 

الجزيرة - عوض مانع القحطاني - تصوير - فتحي كالي

عقد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية مع نظيره وزير خارجية ألمانيا الاتحادية السيد جيدو فسترفيلي اجتماعاً مشتركاً ضم عددا من المختصين في وزارة الخارجية السعودية والألمانية. وقد صدر عن هذا الاجتماع بيان مشترك تلاه صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وقال سموه في البيان: يسعدني أن أرحب بمعالي السيد جيدو فسترفيلي وزير خارجية المانيا الاتحادية، والوفد المرافق له بالمملكة.

الزيارة هي الأولى لمعاليه، لذلك شكل لقاؤنا فرصة جيدة للبحث المعمق والشامل لقطاع واسع من الموضوعات، الخاصة بعلاقات التعاون الثنائي، وتبادل وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية الهامة لبلدينا.

واستطيع أن أصف المباحثات بالبناءة والإيجابية، بخاصة في ظل الرغبة المشتركة في توسيع علاقاتنا الثنائية والدفع بها إلى آفاق أرحب في العديد من المجالات الاقتصادية والثقافية والتقنية والطبية وغيرها، وبدون شك فإن ما سمعناه من معالي الوزير عن اعتزام المانيا النظر في امكانية تسهيل إجراءات التأشير للمواطنين، من شأنه توثيق وتعزيز أطر التعاون المشترك في هذه المجالات.

في إطار بحث القضايا الإقليمية والدولية، عملية السلام كانت على رأس الموضوعات، بخاصة في ظل الجمود الذي تشهده، والتحركات الإقليمية والدولية لإعادة إحيائها، وأهمية الدفع بالجهود نحو التسوية العادلة والشاملة للنزاع، المفضية إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة، في إطار حل الدولتين المستقلتين.

ولا يفوتني في هذا الصدد أن أشير إلى موقف ألمانيا والاتحاد الأوروبي بالتأكيد على عدم مشروعية سياسة الاستيطان الإسرائيلية، وما تشكله من عقبة رئيسية أمام استئناف عملية السلام، ونتطلع بدورنا إلى أن يستتبع ذلك خطوات عملية لترجمة هذا الموقف لمصلحة السلام، وبخاصة أن تجميد المستوطنات يعتبر أحد الالتزامات الرئيسة للعملية السلمية، وليست شرطاً فلسطينياً لاستئناف المفاوضات كما تحاول إسرائيل الترويج له.

كما أننا نرى في الموقف الأوروبي المؤكد للحق الفلسطيني في مدينة القدس الشريف، خطوة مهمة في سياق التعامل مع الحقوق الفلسطينية المشروعة، والتركيز على القضايا الجوهرية للنزاع، وهو ما أكدت عليه مبادرة السلام العربية.

بحثنا أيضا أزمة الملف النووي الإيراني، في إطار جهود مجموعة (5+1) التي تشارك ألمانيا بعضويتها، وترحب المملكة بجهود المجموعة الرامية إلى حل الأزمة بالحوار وعبر الطرق السلمية، وتتطلع إلى استجابة إيران لها، وبخاصة أن هذه الجهود تكفل حق إيران ودول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة، وفق إجراءات ومعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والاتفاقات الدولية المنظمة لها، ومن شأن تعاون إيران إزالة الشكوك والمخاوف الإقليمية والدولية حيال برنامجها النووي.

والمملكة ترى بأهمية تكثيف الجهود الرامية إلى خلو منطقة الشرق الأوسط والخليج من أسلحة الدمار الشامل وبخاصة الأسلحة النووية، بما في ذلك البرنامج النووي الإسرائيلي، الأمر الذي من شأنه توفير الأمن والسلام لجميع دول المنطقة، ولا يجعل هنالك مبررا لانتشار الأسلحة النووية فيها.

بحثنا أيضا الوضع في أفغانستان، ووجهات نظرنا متطابقة حيال أهمية أن تواكب الجهود العسكرية، جهود مدنية موازية تهدف إلى بناء الدولة ومؤسساتها وبنيتها التحتية، وتعالج الأوضاع الإنسانية للشعب الأفغاني، مما يدعم جهود مكافحة الإرهاب من جانب، ومن جانب آخر يدعم جهود استقرار أفغانستان السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مع تأكيد المملكة بأهمية السعي دائما إلى تحقيق المصالحة بين فئات الشعب الأفغاني، والحفاظ على وحدته الوطنية لدعم هذه الجهود.

تناولنا أيضا الوضع في اليمن الشقيق، ونحن ندعم أمن اليمن واستقراره ونماءه، والحفاظ على وحدته الوطنية، وسلامة أراضيه، والنأي به عن أي تدخل يمس سيادته واستقلاله.

تحدثنا أيضا في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وأهمية تكثيفها بخاصة في مجال تبادل المعلومات.

أكرر ترحيبي بمعالي الوزير، وأعطيه الكلمة.

كلمة الوزير الألماني

بعد ذلك ألقى معالي وزير خارجية ألمانيا كلمة شكر فيها سمو الأمير سعود على حسن الضيافة والاستقبال.. وقال: لقد جئت لكي أستمع إلى رجل له تجربته السياسية الكبيرة وهو من أهم الوزراء في المنطقة لخبراته وتجاربه.. وأوضح الوزير الألماني أن المملكة تعتبر عاملا جوهريا في منطقة الشرق الأوسط نظرا لما تتمتع به المملكة من مكانة عالية ولا شك بأن لدينا مع المملكة علاقات متميزة ليس للأسباب الاقتصادية وإنما هي تعمل عملاً جيدا بالقضايا العالمية ولها سياسة حكيمة وهي تعتبر من الدول المعتدلة وقال إن هناك كثيراً من الشركات الألمانية تعمل في المملكة وهذا شيء جيد ونسعد به.

وأشار إلى أن المملكة تلعب دوراً مهماً في الاستقرار العالمي واستقرار المنطقة ونحن دائماً نشجع المملكة على مبادراتها من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط وأوضح الوزير الألماني بأن الحل الفلسطيني الإسرائيلي يكمن في الدولتين المستقلتين لأنه من حق الشعب الفلسطيني أن يعيش وتكون له دور ويمارس حقوقه ومن حق إسرائيل أن تأمن من الهجمات الإرهابية.

وأشار إلى أن هناك جهودا من قبل الاتحاد الأوروبي ومن الحكومة الألمانية للعمل على استكمال المفاوضات بين البلدين.

وعن البرنامج النووي الإيراني أوضح الوزير بأن هدفنا المشترك هو منع تسلح إيران نووياً وعدم سعي إيران إلى امتلاك أي سلاح نووي ونحن نناشد القيادة الإيرانية أن تمد يدها إلى المجتمع الدولي طالما اليد ممدودة.. مشيراً إلى أن تحسين الأوضاع في أفغانستان هو مطلب المجتمع الدولي ومكافحة الإرهاب. واستقرار البلد.

كما قال إن الوضع اليمني لا بد أن تدعمه الدول وقد اتفقنا بأنه من القضايا الهامة ويجب دعم اليمن وأن الجمهورية الألمانية ستعمل على دعم تنمية اليمن بكل أشكال المساعدات وقضية اليمن قضية خطرة للعالم والدول المجاورة.. وقد تحدث عن تذليل الصعاب لدخول الشباب ورجال الأعمال والطلبة إلى ألمانيا وهذا ما تم بحثه وهناك خلافات ولكن ستعمل على تذليلها.

المؤتمر الصحفي

بعد ذلك بدأ المؤتمر الصحفي لسمو الأمير سعود الفيصل ووزير خارجية ألمانيا الاتحادية السيد جيدو فسترفيلي حيث سئل سموه عن ما تم الاتفاق عليه بين المملكة وألمانيا بشأن الأوضاع في اليمن وعن هل تم بحث موضوع حقوق الإنسان، أجاب سموه أولاً: لقد تحدثنا عن اليمن واتفقنا على دعم التنمية اليمنية ودعم الدولة اليمنية للوصول إلى الاستقرار وهذا الأولوية.. اليمن في هذه الفترة أحوج ما تحتاج إليه هو السعي إلى إنهاء الاقتتال واستقرار الأوضاع مع التأكد من عدم التدخل في الشؤون الداخلية من أي طرف من الأطراف.

وأجاب الوزير الألماني: نحن نعمل على تنمية المؤسسات الحكومية في اليمن ومكافحة الجريمة والإرهاب وعدم الاستقرار يجب أن تتخلص منه اليمن ونحن نعمل على تقوية هذه المؤسسات أما مسألة حقوق الإنسان فإن التعدد الديني والتسامح مطلوب.. ولكن يجب أن تعلم السعودية بأن الاتحاد الأوروبي قد ألغى حكم الإعدام في العالم.

رد سمو الأمير سعود الفيصل حول مسألة حقوق الإنسان قائلاً: أريد أن أؤكد بأننا تحدثنا عن حقوق الإنسان وشمل الحديث وهناك اختلاف المعايير بين الدول وأن العالم يحتاج إلى مساحة فسيحة من التوافق على الاختلاف وبخاصة أن هذا الاختلاف يرتكز على قيم تختلف مع بعضها البعض.. ولكن توصلنا إلى قناعة واحدة أن هذه الأمور لا يمكن أن تفرض من هنا أو هناك عن أحد ولا يأتي التغيير والتطوير إلا بالاقناع والاقتناع.

ينبع من الداخل وليس من الخارج وهذا ما تسعى إليه المملكة وأريد أن أؤكد بأن المملكة تتحرك باجتماع مواطنيها بخاصة على الأمور التي تتعلق بقضايا مثل قضايا حقوق الإنسان.

وحول سؤال عن هل ترى المملكة فرض عقوبات إضافية على إيران أجاب سموه: عن ملف إيران النووي فأننا على قناعة كاملة بأن استجابة إيران أن تكون ضمن منظومة الآر آي آي وعدم ترك الشكوك الموجودة عن استمرارها ومحاولاتها انتاج الأسلحة النووية سيكون خطوة إيجابية في طريق الاستقرار.. ونحن سعداء أيضاً أن المفاوضات الحالية 5+1 تذهب إلى طريق الحد السلمي عن طريق المفاوضات.. نحن نؤمن في نفس الوقت أن مشكلة انتشار السلاح النووي كان بسبب التغاضي عن انتاج إسرائيل للأسلحة النووية طالما بقي هذا الخيار ستستمر المخاطر في انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط وسياستنا منع وجود هذا السلاح في منطقة الشرق الأوسط.

وعقب الوزير الألماني قائلاً:

صبرنا له حدود وعلى إيران أن تقبل بما اقترحه عليها المجتمع الدولي.. هناك متطلبات يجب العمل على تنفيذها لأنه ليس من مصلحة إيران المراوغة.

** وتطرق الوزير الألماني إلى التعاون بين رجال الأعمال في السعودية وألمانيا وقال إن التعاون جيد وسنعمل على دراسة العقبات التي تعترض هذا التعاون بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين وإزالة بعض العقبات مثل التأشيرات.

وحول سؤال عن دعم أفغانستان أجاب سمو الأمير سعود بأن المملكة تعتبر من أكبر المساهمين في تنمية أفغانستان قبل اجتماع مؤتمر لندن الذي يبحث تطوير المساعدات وأن الصندوق السعودي منذ سنوات يعمل في مشروعات عدة هناك وسوف يستمر هذا الدعم والمساندة لكل ما يهم تنمية أفغانستان والقضايا الإنسانية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد