Al Jazirah NewsPaper Sunday  10/01/2010 G Issue 13618
الأحد 24 محرم 1431   العدد  13618
 
مختصون يحذرون العاصمة من تجربة كارثة جدة ويدعون لمراكز علمية بحثية
دعوة لإنشاء مجلس أعلى للتخطيط.. وتحذير من الأودية النائمة بالعاصمة

 

الجزيرة - عبدالله البراك - تصوير - سعيد الغامدي

حذَّر مختصون من تكرار «أربعاء جدة الأسود» في مدينة الرياض وأبدوا مخاوفهم حيال «الأودية النائمة» والشعاب التي تحيط بالعاصمة في حال سقوط أمطار غزيرة في ظل ضعف التصريف في مناطق وانسدادات في مناطق أخرى.

وأبانوا أن منطقة السلي أكثر المناطق المهددة بالرياض نظرا لوجود ما أسماه عميد كلية الهندسة بجامعة الملك سعود وأستاذ هندسة الموارد المائية والهيدروليكا الدكتور عبدالعزيز الحامد «بالوادي النائم» لأنه رملي وواسع ولا يشعر به المرء حتى اتضح بعد سيل عام 1418هـ انه وادي بعد أن انكشفت قواعد أسوار بعض المباني كالاستراحات. ودعا المختصون إلى إصدار قانون تخطيط يقر من أعلى جهة في الدولة ويعتمد من المقام السامي لكي يلتزم به الجميع كما دعوا إلى إنشاء مجلس اقتصادي أعلى للتخطيط أسوة بالمجلس الاقتصادي الأعلى واتفق أكاديميون شاركوا في حلقة نقاش عقدت الأربعاء الماضي ضمن فعاليات مؤتمر التنمية والاستدامة التي تنظمها كلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك سعود إن طريقة إدارة المدن والمخططات تمثل وقاية مثلى من هذه الإشكاليات وأبدى المختصون تخوفهم من خطورة ممرات سيول تقع تحت الأرض في المدن استغلت كمخططات سكنية وتجارية وغيرها فهذه الآن تحتاج إلى حل هندسي سريع وبخاصة أنه من الصعب إخلاء هذه المناطق والتي تعتبر مكتظة بالسكان واستعرض المشاركون خلال الندوة فيلما قصيرا عن كارثة سيول جدة.

دعوة لاستشارة ذوي الاختصاص

وسألت «الجزيرة» الدكتور خالد السكيت رئيس قسم التخطيط العمراني بكلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك سعود حول إمكانية تصميم المباني والمخططات بحيث تكون قادرة على مواجهة الكوارث الطبيعية مثل تجربة اليابان، قال هذا كلام صحيح ولكن المشكلة تكمن في التخطيط الذي يمثل حلا لهذه المشكلة والآن أعتقد أنه آن الأوان لتخصيص مراكز علمية وكراس بحثية لهذا الموضوع ونقل خبرة الدول التي سبقتنا في هذا المجال ولكن مرة أخرى نريد أن نقول إن طريقة إدارة المدن والمخططات هي الوقاية من المشاكل كما يجب استصدار قانون تخطيط يقر من أعلى جهة في الدولة ويعتمد من المقام السامي لكي يلتزم به الجميع، وأضاف السكيت: أدعو الجهات المعنية إلى إشراك أساتذة الجامعات والأكاديميين والخبراء من المخططين واخذ آرائهم في هذه المسائل فعلى سبيل المثال زيادة الأدوار وزيادة النسب وغيرها من القرارات فهناك بعض المناطق يجب أن يراعى فيها زيادة الأدوار فبعض المناطق يمكن السماح بذلك وبعض المناطق الأخرى سيكون ضارا بها, مؤملا بأن يظهر مجلس أعلى للتخطيط أسوة بالمجلس الاقتصادي الأعلى حيث رأى بأن التخطيط بنفس الأهمية.

ممرات تحت الأرض تجاوزها الزمن

وحول التملك في مجاري الأودية قال د. الحامد: هناك توصية بأن تكون مجاري السيول وممرات الأودية مناطق محرم البنيان فيها أو التطوير العقاري فيها لتبقى معابر لضمان مرور السيول بشكل آمن دون أن تضر بالمناطق المحيطة فيها وهذا ما أنادي فيه لكي تكون هناك حماية وحراسة لممرات الأودية من قبل السلطات التنفيذية لكي نضمن سلامة ممتلكات وأرواح من يعيش بالقرب من هذه الممرات.

وعن الممرات التي تقع تحت الأرض في مدينة الرياض وتم تجاوزها مع الزمن وأصبح فوقها مبانٍ عديدة وأصبحت مناطق تشكل خطورة قال الدكتور الحامد إن كل مدينة يوجد فيها ممرات للسيول استغلت كمخططات سكنية أو تجارية أو غيرها فهذه الآن تحتاج إلى حل هندسي سريع وبخاصة أنه من الصعب إخلاء هذه المناطق والتي تعتبر مكتظة بالسكان والتي اعتقد أن يكون لدى المتخصصين بالهندسة حلول لها.

تحذير من وادي السلي

وتابع الحامد: نواجه إشكالية كبيرة وهي أن المناطق المطورة كبيرة جدا في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة وغيرها وبالتالي ما ينادي فيه الإخوان بالتخطيط عبر عملية الوقاية الآن غير ممكن ولكن بالمقابل لابد من إيجاد حلول فعلى سبيل المثال في شرق الرياض يوجد وادي السلي الذي يخترق أكثر من عشرة أحياء لا يمكن معالجة مشكلته بالتخطيط ولكن المعالجة تكمن في الحلول الهندسية عن طريق إيجاد قنوات معينة تستوعب كميات السيول وتوجهها إلى مناطق أخرى بعيدة عن السكان وكذلك استغلال المناطق والمساحات البيضاء فمثلا هناك منطقة متسعة في جدة بين وادي قوس ووادي بني مالك يمكن استغلالها لفترة مؤقتة إلى حين تفعل الحلول الجذرية ونفس الحديث نذكره عن مدينة الرياض ففي شرقها نجد هناك منطقة متسعة وجميلة تقع جنوب المطار وهي مناسبة لإنشاء بحيرات صناعية وغدران والحقيقة وكشف الحامد عن مشروع قائم الآن مع الأمانة بهذه الخصوص مثل إنشاء الغدران الطبيعية وغيرها حتى نمتص جزء من موجة السيل وبالتالي نسمح بمرور كميات معقولة لا تؤثر بشكل كبير على المناطق في الأسفل وهذا أحد الحلول فهناك حلول هندسية يجب أن نتعامل معها بهذا الشكل.

درس كارثة جدة

بدوره قال للجزيرة الدكتور حسان شاولي رئيس قسم التخطيط العمراني بجامعة الملك عبدالعزيز إن ما حدث في جدة هو سيول منقولة وليست أمطارا هطلت على المدينة وهذه السيول حملت معها أحجارا وأشجارا وأتربة وسيارات وهذا ما تسبب بإغلاق مصارف السيول وتفاقم المشكلة وهذا يضاف إلى ضيق ممرات المياه ليفاقم المشكلة في جدة، وعن مشاركة الجامعة في معالجة أزمة جدة قال الدكتور حسان إن قسم العمارة بالجامعة شارك المجلس البلدي بعدة ندوات فور وصول طلب مشاركته، وقال: نحن كأكاديميين من الضرورة أن تؤخذ آراؤنا في آليات إقرار هذه المخططات، وأضاف: قسم العمارة عقد عدة ورش في جدة وبمجرد وصول دعوة من قبل المجلس البلدي لبى القسم هذه الدعوة وألقى ندوات تحدثت عن تقليل الأخطار والإجراءات الاحترازية وغيرها من النقاط المتعلقة بهذه المشكلة وعن وقوع كارثة جدة على أسوار جامعة الملك عبدالعزيز دون أن يتم التنبؤ بها قال الدكتور شاولي: تم تناول قضية مصارف سيول جدة في الإعلام من قبل الأكاديميين وموظفي الأمانة منذ عام 1415هـ وتم مناقشة هذه المشكلة. يذكر أن حلقة النقاش شارك بها بجانب الدكتور عبدالعزيز الحامد والدكتور حسان شاولي والدكتور خالد السكيت والدكتور محسن صلاح الدين عضو هيئة التدريس بكلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك سعود.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد