قبل أيام نفَّذت السلطات الأمريكية حُكْم الإعدام بمواطن أمريكي يدعى فيرنون سمث بإعطائه إبرة قاتلة.
تنفيذ حكم الإعدام بزرق الإبر القاتلة في أمريكا ليس بالجديد، ويحدث تقريباً كل شهر في إحدى الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن الجديد أن تنفيذ الحكم الذي صدر ضد القاتل الأمريكي سمث جاء لأنه قتل مواطناً سعودياً قبل أكثر من سبعة عشر عاماً في ولاية أهايو عام 1993.
المواطن السعودي هو سهيل درويش، حيث جرت محاكمة قاتله (سمث) من قِبل محكمة ولاية أهايو في مدينة توليدو، وظل في سجن الولاية يحاول محاميه تجنيبه الموت وتنفيذ حكم الإعدام بحقه، إلا أن العدالة أبت إلا أن تنفذ بحق مواطن أمريكي؛ عقاباً على جرم ارتكبه ضد إنسان أجنبي. وهذا إجراء وتنفيذ قضائي معتاد يتم في أمريكا بصورة اعتيادية؛ فالقانون لا يفرق بين أمريكي وغير أمريكي، إلا أن الذي أثار انتباهي هو عدم الاهتمام بهذه المحاكمة، خاصة من قِبل الإعلام السعودي الذي لم يهتم بهذه الواقعة، التي لو كان المدان والمنفَّذ به الحكم مواطناً سعودياً؛ لأنه قتل أمريكياً، لقرأنا الكثير من مقالات الشجب والتنديد، التي تجعل القاتل ضحية، وأنه تعرض لحُكْم جائر لأنه غير أمريكي، وأن الأجهزة الأمريكية ضد المسلمين وتتقصد معاقبتهم بأشد العقوبات.
ونحن هنا لا نقدم شهادات حُسن سلوك للمحاكم الأمريكية؛ فهناك الكثير من التجاوزات، وكثيراً ما نكتب عن ذلك، إلا أن من الإنصاف أن نذكر محاسن هذه المحاكم مثلما نحرص على ذكر مساوئهم.
هكذا يجب أن تكون المصداقية في التناول للقضايا، أن تُذكر الحقائق حتى لا نكون مثل الذين نتهمهم بأنهم يكيلون بمكيالين، وألا نهول ونرفع الأصوات عندما نتضرر من الأحكام القضائية ونتجاهل ونتكتم عن القضايا التي تُظهر حُسن عمل تلك المحاكم.