الأذى الذي أتحدث عنه في هذه المقالة يتمثل في قيام جامعات (خارجية) بمحاولة إيهامنا وتضليلنا من خلال ادعائها الباطل بأنها قد زودت مواطنينا الذين ذهبوا إليها بالمعرفة العلمية والتقنية والمهارات والفكر الذي يمكنهم من الإسهام في تنمية ورفاه بلادهم.
وتبرز خطورة هذا الأمر عندما يتسلل مثل هؤلاء المواطنون إلى مواقع صناعة القرار أو المشاركة في تعليم طلابنا (وللأسف حدث هذا في وقت مضى). في هذا الشأن قال أستاذ جامعي أجنبي متحدثاً عن بعض جامعات بلاده: (لقد تحول التعليم العالي في بلادنا إلى بضاعة تجارية، إلى حد قيام بعض جامعاتنا بتخفيض معاييرها العلمية كي لا يفشل الطلاب الأجانب؛ ما أشعر طلابنا المحليين بتفاهة ما تقدمه بعض جامعاتنا لهم). ويقول (أصبحت بعض جامعاتنا تنظر إلى الطلاب الأجانب باعتبارهم بقرة نقد (cash cow)) (انتهى).
لقد فرضت جامعات شهيرة على الطالب الأجنبي أن يدفع قسطاً دراسياً يعادل سبعة أمثال ما يدفعه زميله المحلي؛ لذا لم يكن مستغرباً أن تحقق جامعات أستراليا عائداً مالياً من طلابها الأجانب يفوق 4 مليارات دولار.
يحدث هذا في وقت يؤكد فيه المختصون أن الطلاب الأجانب جزء أساسي من ثقافة أي جامعة معتبرة، بل يشكلون إضافة نوعية لها.