كثر في هذا الزمان انحراف الشباب عن جادة الصواب فجنح البعض وغرق في عالم الشهوات، والبعض في عالم الشبهات، والبعض جمع بين الشرين، وحيث أن معرفة الأسباب سبب رئيس للعمل على العلاج فإني أذكر جملة من الأسباب الرئيسية والفرعية على مسترشد يستفيد منها فيحصل الخير له، ومنه، وبه، وقد حصلت جميع هذه الأسباب عن طريق استفتاء طلب من طلبة بعض الثانويات، فمن الأسباب الرئيسية: - البعد عن الله - عقوق الوالدين - سوء تعامل الوالدين مع الأبناء - العشق بنوعيه عشق النساء، وعشق المردان - الخمور والمخدرات -.
وهناك أسباب أخرى كثيرة لا تقل أهمية عن الأسباب الرئيسية، منها: الفراغ، رغد العيش وسهولة الحصول عليه، قرناء السوء، حب الاستطلاع، حب الظهور والشهرة، الإغراق في المباحثات، الفجوة بين الكبار والصغار بمعنى: عدم جلوس الصغار مع الكبار العقلاء والإفادة من خبراتهم وتجاربهم في الحياة، عدم تطبيق الروادع الشرعية في حق من يستحق ذلك، وسائل الإعلام الهدامة، التفكك الأسري جراء المشاكل العائلية، سهولة الحصول على بعض الوسائل واستخدامها للفساد مثل: استئجار السيارات، الاستراحات، أسعار المخدرات..، عدم التناصح بين الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عدم التربية على العلم الذي يتعلمه الطالب في المدرسة، ما يحصل من بعض من يقتدى به من مخالفات لأحكام الشريعة وتناقضات مشينة كما هو الحال لدى بعض المعلمين في المدارس، وأئمة وخطباء المساجد، والمحسوبين على الدعوة، والعاملين في الجمعيات الخيرية، عدم الزيارات الفردية لمن يُرى منه بدايات الانحرافات وتقصير بعض المصلحين في هذا الجانب، الانتقال من بلد إلى بلد بغرض الدراسة أو الوظيفة أو نحوها وخصوصاً الانتقال من القرية إلى المدينة، تدخل النساء وخصوصا الأمهات في طرق الأب التربوية مع أبنائه كأن يرى الأب مثلا أن من المصلحة ضرب الابن فيما ارتكب من الخطأ فتقف الأم حاجزا دون ذلك فيحصل من الشر ما يكون سبباً في انحراف الابن، الفقر لدى بعض العائلات، عدم العدل بين الزوجات والأولاد، عدم الزواج المبكر للشاب، طول مشوار الدراسة النظامية، فلا ينتهي الطالب من الدراسة الجامعية إلا وقد ذهب من عمره ما لو استفاد منه في تكوين حياته لكان خيراً له وحاجزاً له عن الفساد، ضعف العائلة وقلتها، ارتداء الملابس الضيقة والجميلة والفاضحة داخل المنزل وخارجه، وبين الذكور والإناث في العائلة الواحدة، وسائل الاتصال الحديثة مثل: الجوالات، الإنترنت، الهاتف، وجود العمالة الوافدة من البلاد الأخرى، الثقة العمياء من الشباب فيما بينهم، التقليد الأعمى دون النظر إلى عواقب الأمور، الشعور بالنقص يدفع الشاب إلى مسايرة من يرى فيه القدرة على تنفيذ ما يريد دون رقيب أو حسيب، الانهزامية في بعض المواقف، بعض العاهات الخلقية إذا لم يبين لمن كانت فيه كيف يتقبلها على أنها من قضاء الله وقدره، قلة الحياء أو انعدامه بالكلية، أو الدلال الزائد، ازدواجية الشخصية، تزاحم الواجبات اليومية، ولا نعني بها الواجبات المدرسة فقط بل واجبات الحياة كلها، السفر إلى بلاد الكفر ولو كان للدراسة فالانحراف فيه عادة يكون في الشبهات وهذا أدهى وأمر، عدم تنظيم السجون بحيث يجمع بين السجناء دون مراعاة للفوارق بين أسباب دخول السجن مما يؤدي إلى تلاقح الأفكار في الفساد والدلالة على ما يخفى منها، ولعله حصل في الآونة الأخيرة انتباه لهذا الأمر فعمل على التقسيم والتنظيم، عدم تقبل المجتمع لمن عرف بالانحراف الذي لم يصل إلى حد الكفر أو الإفساد في الأرض بحيث يكون في عزلة ومنأى عن سماع الحق. هذا ما تيسر ذكره.
والله المسؤول أن يصلح أحوالنا جميعاً.
* حائل
hailQQ@Gmil.com