لما قذفت الدنيا بزينتها، وظهرت للناس في أبهى حلة، حتى أعجبت الشيخ الكبير، والزهاد من الناس، وتلألأت للصغير والكبير، في هذا الزمن الذي توفرت فيه النعم والصوارف والملهيات، بأبخس الأثمان بدأ الناس بالتباسها والركون إليها، وهذا في حد المعقول ليس حراماً فالله عز وجل يقول: {وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} لكن الإشكال أن كثيراً من الناس انغمسوا فيها جملة وتفصيلاً حتى انفصل كثير من الناس عن عاداته وتقاليده بعد أن تحلل من مبادئ دينه.
في ظل هذه الزوبعة الخطيرة بدأت تظهر في مجتمعنا ظاهرة خطيرة وهي تتأرجح بين الانتكاسة التامة في المظهر والمخبر وترك أوامر الله عز وجل وارتكاب المحظورات، وبين الانتكاسة الباطنة مع بقاء المظهر كما كان، وهذا خطير بل خطير جداً، لأنه نوع من أنواع النفاق فتجده بين الناس وقوراً مبجلاً، ويحترمه الناس لتدينه، وقد يوجه الناس إلا أنه إذا خلا بنفسه، أو بين خاصته أو تحرر من القيود الاجتماعية ينسلخ من مساره ويرتكب ما حرمه الله تعالى عليه، وقد يفعل ما لا يفعله الفاسق في مظهره.
هنا لا بد من وقفة جادة ومراجعة حاسمة وصريحة لعلاقة العبد مع ربه عز وجل، والعودة إلى ما يريده الله عز وجل منا، في المظهر والمخبر والتعوذ بالله من الانحراف ونزغات الشياطين، لأنه وللأسف بدأت تهتز صورة المتدينين أمام المجتمعات.
* الرياض