Al Jazirah NewsPaper Friday  08/01/2010 G Issue 13616
الجمعة 22 محرم 1431   العدد  13616
 
أسباب دفع البلاء
حمد بن عبدالله بن خنين *

 

يقع البلاء على المؤمن لتمحيصه من الذنوب والآثام لكن يوجد أسباب لدفع البلاء من أهمها حسن الظن بالله واليقين به سبحانه وتعظيم الخالق والالتجاء إليه والتعلق به والتوبة إليه ودعاؤه والإيمان بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.

وأن الأقدار بيد الله سبحانه - وأن مع العسر يسرا - وأن الصبر من علامة المؤمن وأن لا راد لقضائه تعالى وأن امتثال الأوامر علامة حفظ العبد ربه وأن اجتناب النواهي داخل في قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (احفظ الله يحفظك) رواه أحمد والترمذي، ومن أسباب دفع البلاء الإكثار من الأوراد والأذكار المستمدة من القرآن الكريم والسنة المطهرة وذكر الله في كل حال والورد اليومي من القرآن وأذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والاستيقاظ والمداومة على الأعمال الصالحة التي تقوي الإيمان وقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب الله؟ قال: (أدومها وإن قل) رواه البخاري.

ومن الأعمال: المداومة على قراءة وحفظ ما تيسر من القرآن وتدبر آياته والمكوث بالمسجد وإدامة ذكر الله كل حين. والمداومة على العبادات التطوعية كالسنن الرواتب وقيام الليل وصلاة الضحى والوتر وبر الوالدين وصلة الأرحام وإن قطعوا، وصيام التطوع كالاثنين والخميس والأيام البيض وعشر ذي الحجة وعاشوراء وست من شوال واستغلال الوقت بما يفيد كطلب العلم الشرعي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والابتعاد عن الملاهي المحرمة والحرص على اختيار الصحبة الصالحة والإحسان إلى الناس وبذل الصدقة قال صلى الله عليه وسلم: (داووا مرضاكم بالصدقة) صحيح الجامع 358-2.

ومن أنواع البلاء التي تصيب الناس (العين) يقول صلى الله عليه وسلم: (أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين) صحيح الجامع 477-3.

وقوله (العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين) الجامع.

كذلك الأمراض وخسارة الأموال وموت الأحباب والحروب وزعزعة الأمن وكل مؤثر في النفس محطم للذات كالسحر والفقر والعوز والقهر والحزن وضيق الصدر والانفعالات الشديدة وكل ما يؤذي ويكدر الصفو حتى الشوكة يشاكها المسلم من الابتلاء الممحص للذنوب الجالب للأجر شريطة الرضا بقضاء الله وقدره ليوقظ به من نوم الغفلة ومؤشر لمحاسبة النفس ومذكر بحقيقة الدنيا ومحبة من الله لك لتطهيرك يقول النبي صلى الله عليه وسلم (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط) أخرجه الترمذي في سننه.

ولا أنسى ترديد (لا حول ولا قوة إلا بالله) والإكثار منها فهي كنز من كنوز الجنة ودواء من 99 داء أيسرها الهم والغم، وقراءة سورة الإخلاص فهي كافية من الشر وحافظة من الجن والعين، وقراءة آية الكرسي فهي حارسة وطاردة للشياطين.

وقوله (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) فهي حامية من كل ضرر وقوله (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) فهي محصنة من كل ضرر ومضادة للسموم، وقوله (حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) فهي الكافية من همّ الدنيا والآخرة، وقوله (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) وقوله (بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله) فهي محصنة من الشيطان، وقوله (استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه) فهي حافظة للأموال والأولاد والودائع، وقوله (اللهم صل وسلم على محمد) فهي كافية للهموم وغافرة للذنوب بل جماع خيري الدنيا والآخرة وإدراك شفاعة المصطفى عليه السلام، وهناك أدعية وأقوال مأثورة وكثيرة ولكن هذه نماذج حيّة نذكرها ونُذكر بها لعل الله ينفع بها ومن منطلق أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربه.

نسأل الله للجميع العون والتوفيق والعمل الصالح الذي يرضي الله تعالى.

* المستشار الشرعي والباحث الإعلامي
عضو الجمعية الفقهية السعودية



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد