Al Jazirah NewsPaper Thursday  07/01/2010 G Issue 13615
الخميس 21 محرم 1431   العدد  13615
 
سفير الكرة العربية.. ومساء الرياضية
أحمد الشريدي

 

كثير من النجوم الذين يمرون بحياتنا ولكن من يستأثرون بالتوقف والتقدير والإعجاب قليلون، وأيضا قليلون الذين يكاد يجمع الجماهير بمختلف ميولهم على حبهم..أجزم أن اللاعب القدوة نواف التمياط في مقدمتهم.

كثيرون النجوم الذين يحصدون الألقاب وينالون التكريم ويودعون الملاعب، بعد حصولهم على ثروة كبيرة وحقيقة « حب الناس وتقديرهم» اجزم أيضا أن نواف في مقدمة هؤلاء

** وانطلاقاً من أهمية الرياضة كوسيلة لتهذيب النفوس وتقريب المسافات وتزكية روح المنافسة الشريفة، وفي إطار اهتمام مجلة «سواح» بالرياضة كمنتج يعد في مقدمة الروزنامة السياحية للعديد من الدول، فقد أجرت «سواح» استطلاع الآراء حول النجم القدوة في الملاعب العربية، وذلك على الصعيد الأخلاقي والعطاء الرياضي والتفاعل مع قضايا المجتمع من أعمال إنسانية واجتماعية وذلك استنهاضاً لهمم الشباب وإبراز النماذج القدوة المثالية والمشرفة في مجتمعنا السعودي بل والعربي.

** وكم كنا سعداء ونحن نقيم أول حفل تكريم للاعب الخلوق نواف التمياط عام 2000م، بمناسبة حصوله على لقب (سفير الكرة العربية) في الاستفتاء الذي أجرته سواح.. لمسنا خلالها عن قرب الحب والتقدير الذي يحظى به نواف من خلال الحشد الكبير الذي حرص على المشاركة فيه عدد كبير من المسؤولين عن الرياضة ولاعبي كرة القدم والإعلاميين والجماهير الرياضية.

** وجاء تكريم نواف التمياط لعدة أسباب في مقدمتها أنه هو اللاعب صاحب العطاء المؤثر في ناديه ومنتخبه واللاعب الأكثر التزاما باللعب النظيف؟

وأيضا الأقل اعتراضا على قرارات التحكيم والأكثر تعاونا مع زملائه في الملعب والأكثر روحا وحماساً، والمتفاعل بوعي وثقافة مع الإعلام وأخيراً الأكثر إيجابية تجاه قضايا مجتمعه الإنسانية والاجتماعية وحرصاً على سمعته وسلوكه خارج الملعب وأمام الجمهور…

** في دائرة نقاش يوم الجمعة الماضي بين نخبة من الإعلاميين في الوسط الرياضي في قناة الرياضية ببرنامج (مساء الرياضية) والذي يديره حواره الإعلامي المعروف سلمان المطيويع حول تكريم نجوم الكرة السعودية، أتسمت الحلقة بتباين في الآراء ما بين المؤيد والمعارض لفكرة تكريم النجوم بصفة عامة وقد برر المعارضون منهم أن النجوم محترفون ويحصلون على مبالغ طائلة مقدمة وينتقلون بين ناد وآخر نظرا لطبيعة العمل الاحترافي..!

** والسؤال المطروح لهؤلاء الإعلاميين هل النجوم يضمنون بقائهم دون أن يتعرضوا لإصابة تنهي مستقبلهم الرياضي،وهل تجاهلوا أن اللاعب السعودي في ملاعبنا الرياضية اعتماده الحالي والمستقبلي بعد الله على الفترة التي يمضيها دون معرفة عن مدتها.

ولا يخفى كذلك على الجميع أن اللاعب السعودي لا يحصل على تأمين كبقية المجالات الأخرى ولا يخفى عليهم أيضا أن النجوم اللذين أفنوا حياتهم لخدمة أنديتهم ووطنهم يتحملون عناء الإصابات العديدة والضغوط النفسية من الجماهير ووسائل الإعلام، فهل يستكثرون على هؤلاء النجوم بعد مشوارهم الحافل بالإنجازات أن يكرموا بحفل توديع وإنصاف؟!

** كم تمنيت أن يكون تركيز الحوار لما هو أهم وتحديداً حياة اللاعب بعد الاعتزال والأسلوب الأمثل لاستثمارها.

أعتقد أن تلك المرحلة هي الأهم خاصة إذا نظرنا إلى نجوم الأندية الصغيرة وكذلك الأندية الكبيرة اللذين فضلوا الاستمرار في أنديتهم على حساب تحصيلهم العلمي وترك وظيفتهم الرسمية التي تضمن لهم ولأسرتهم مستقبل وحياة كريمة نظرا لأن احتراف مجال كرة القدم كما يقولون « على كف عفريت» لذا فأصبحت الدراسة لها الأولوية لدى الكثير وأصبحت تعيق غالباً ممارسة الأبناء للرياضة مبكراً. أما النجوم التي ساعدتهم الظروف أن ينالوا عقود بمبالغ عالية تظل نسبية فكثير من الأندية الصغيرة ليس لديها الإمكانيات لمنح النجوم تلك المبالغ الطائلة.

** فاستثمار إمكانيات النجوم بعد الاعتزال هو خير تكريم لهم، وذلك من خلال تأهيلهم بدورات خارجية والاستفادة من خبراتهم وقدراتهم في مجالات عدة سواء كانت إدارية أو فنية، لأنه للأسف لازال لدينا نقص في الكوادر الوطنية في مجالات رياضية عدة كالتدريب والإدارة والتحكيم والتحليل الفني، والموجودين حاليا اعتمادهم الكلي على خبراتهم السابقة كلاعبين فقط!!

واستمرارهم في مجالات أخرى يتطلب تأهيلهم الجيد من خلال ابتعاثهم خارجياً كون الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة أصبح مطلب ضروري وهذا هو نهج المملكة ولله الحمد التي أدركت هذا الأمر وأصبحت منذ سنوات عديدة تبتعث المئات بل الآلاف من أبناء الوطن وفي مختلف المجالات.

** بالرغم أن برنامج (مساء الرياضية) يستضيف نخبة من الوجوه الإعلامية في الوسط الرياضي إلا أن البرنامج يسير بصورة متكررة ويفتقد المنهجية والحرفية الإعلامية،مما جعله يتحول إلى « سواليف مجالس» لا محاور للنقاش محددة ولا رسالة واضحة بل «طق الكورة وألحقها» وبالتالي المشاهد لا يرى ولا يسمع سوى ضجيج من الأصوات المتداخلة.

ولعل مداخلة صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل نائب الرئيس العام لرعاية الشباب بأسلوبه المحنك وتواضعه الجم في نهاية حلقة البرنامج، تعكس فكره وطموحه ورسالته وحرصه للنهوض بالشباب والرياضة السعودية وفق إستراتيجية شاملة، حيث صحح سموه بعض الآراء الغير دقيقة لبعض الزملاء اللذين سخروا أنفسهم بشكل دائم لجلد الذات والنظر دائما للجزء الفارغ من الكوب متجاهلين الجهود والإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات الرياضية محليا وعربيا وعالميا.

رئيس تحرير مجلة «سواح»


alsharedi@sawah - mag.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد