كان رئيس الهلال سمو الأمير عبدالرحمن موضوعياً ومنطقياً ومنصفاً وهو يقدم اعتراضه على قرار إيقاف اللاعب رادوي... الأمير لم يعترض على الإيقاف ذاته.. ما أثار استياءه وتذمره أن آلية الإيقاف وطريقته تتم كالعادة بأسلوب بعيد عن المهنية والمنهجية.. اللجنة تنام وتستيقظ على لاعبي الهلال.. ليس فقط لتطبق صلاحية تتمتع بها.. بل لتمارس وتتجاوز صلاحياتها لمعاقبة لاعبي الهلال.. ولعلي أعلق على جوانب من القرار بنوع من الموضوعية بعيداً عن التناول العاطفي والميول.. هذه العاطفة العمياء التي جعلت حتى من لا علاقة له يتدخل.. فقط للتأجيج والتطبيل للجنة وليشد على يدها مطالباً لها بالاستمرار على هذه (الوزنية)!!..

أكبر المآخذ على القرار أن اللجنة تجاوزت صلاحياتها بشكل صارخ وتدخلت في صلاحيات خاصة بحكم المباراة.. فصلاحيات لجنة الانضباط محدودة فقط بما يحدث خلف أنظار الحكم.. وبما يرد في تقرير الحكم من شغب أو خروج عن السلوك الرياضي!.. إلا أن الحالات الخاصة برادوي كانت بمتابعة وتحت أنظار الحكم الذي هو فقط المخول في إصدار القرار المناسب..

ولكن ما فعلته اللجنة أنها تدخلت بصلاحيات الحكم واستدركت عليه.. وإذا كانت ترى أن هذا من صلاحياتها فهي تفتح على نفسها باباً واسعاً يصعب إغلاقه.. فبهذا المنطق فعلى اللجنة أن تراجع قرارات كل حكم بعد كل مباراة.. وتصحح ما أخطأ فيها..

في حالات سابقة كانت اللجنة عندما تسأل عن معاقبة بعض الحالات.. تقول إنها تحت مسؤولية الحكام!.. والآن ما الذي حدث...وفي حين تتجاوز صلاحياتها.. تتنصل عن صلاحياتها الحقيقية وتضرب بتقارير الحكام عرض الحائط.. مثل شغب جمهور النصر ضد الحكم اليوناني في مباراة الشباب.. ومثل تقرير الحكم عن ممارسات حسام غالي وخصوصاً في مباراة الأهلي..؟..

ترى ماذا نقول عن لجنة تتجاهل ظاهرة (بصق) وردت ضمن حالات استعرضت مع حالات مباراة الهلال والنصر.. وبعد أن انفضحت إعلامياً عادت وأوقفت اللاعبين!!.. وعندما ظهرت الهتافات المسيئة ضد ياسر القحطاني قالت إنها ستضع لاقطات للتأكد من حقيقتها!!.. (واشتم واقذف حتى نحط اللاقط!!..)

حالتان ساخنتان.. تكشفان حال اللجان

حتى نوضح عملياً أن لجان الاتحاد السعودي للكرة القدم تعامل الهلال السعودي ونادي القرن الآسيوي معاملة قاسية خاصة لا يعانيها ناد آخر.. نعرض الآن حالتين ساخنتين جداً تثبتان أن للهلال تعامل مميز من هذه اللجان لا يحسد عليه..

فالجماهير الرياضية اعتادت أن أي عقوبة جديدة لابد أن تبدأ بالهلال للتجربة ومن ثم قد تطبق على الأندية الأخرى..

وللمعلومية حتى ساعة كتابة المقال لم يلعب نادٍ خارج أرضه بسبب شغب جماهيري حدث خارج ملعبه إلا الهلال فقط..

إذا كان هناك من يبحث عن حالات من سنوات ليزعم أن ناديه مظلوم غيرة من الهلال.. فالهلال معاناته طازجة وفورية..

أولى هذه الحالات هي القضية الحالية.. فلأول مرة تتجاوز لجنة الانضباط صلاحياتها وتعاقب لاعب في حالة هي من اختصاص الحكم فقط..

الحالة الثانية: هو ما فعلته اللجنة الفنية من تلقاء نفسها بسحب نقاط الهلال بحجة إشراكه لستة لاعبين فوق 23 عاماً.. والغريب أن هذه الحالة المكتشفة هي الأولى والأخيرة.. ولم نرَ قراراً أو اكتشافاً مماثلاً طوال مباريات المسابقة وهي بالعشرات!.. فهل يعقل أن كل المباريات كانت سليمة ولا أحد من الأندية تجاوز خصوصاً فرق الدرجة الأولى والمباريات البعيدة عن الأضواء..؟ ألم يتجاوز النصر في مباراته مع الهلال وأشرك ستة لاعبين.. بعد أن ثبت رسمياً أن برناوي فوق 23 عاماً.. أين اللجنة لماذا لم تكتشفها..؟!. فاللجنة كان عليها إما أن تتدخل بشكل ممنهج في كل مباريات المسابقة وتتبعها مباراة مباراة.. أو أن تكف عن هذا ولا تتدخل إلا عند احتجاج الطرف المقابل..!

اللاعب «ذو القدمين»..

غادر اللاعب الكبير نواف التمياط الملاعب في وداع جميل وحافل وناجح.. أمام فريق عالمي محترم.. التمياط الذي خسرته الملاعب مبكراً بعد أن ضربته الإصابات بعنف.. لاعب نادر في إمكانياته الفنية.. لاعب يملك مهارة نادرة ليس في الملاعب العربية، بل والعالمية.. وهي إجادته التسديد بالقدمين وبإتقان كبير.. عندما يسدد كأنك ترى لاعب عالمي ممن نشاهدهم في الدوري الأوروبي.. بل لا يمكن معرفة القدم الأقوى (رغم أنها القدم اليمنى).. من شاهد هدفه الصاروخي على الكويت سيفاجأ عندما يعلم أن القدم التي سدد بها ليست هي القدم الرئيسية التي يعتمد عليها في اللعب..

التغطية التلفزيونية ظلمته فهي ركزت على هدفين.. وتجاهلت له الكثير من الأهداف الرائعة والعالمية.. نتمنى لنواف التوفيق في حياته الخاصة والعملية كمحلل فني في قناة الجزيرة الشهيرة..

ضربات حرة

الأمير نواف بن محمد عراب الإنجازات ورجل المهمات الصعبة.. منذ أن أسندت له رئاسة تنظيم حفل التمياط ورغم ضيق الوقت اختفت العراقيل والإشكالات.. وسارت الأمور بإنسيابية وسلاسة حتى نهاية الحفل.. (أبو محمد) حلال المشاكل بما يملكه من دهاء ودبلوماسية وخبرة متراكمة.. منذ ترؤسه اللجنة التنظيمية لبطولة أندية الخليج في الرياض قبل ربع قرن..

«حتى على الموت لا أخلو من الحسد «.. هل يحسد الهلال على ظلمه من لجان الكرة.. حتى يتدخل ليزعم أن ناديه هو المظلوم.. رغم أنه النادي المدلل من ثلاثين عاماً بشهادة التاريخ.. ناديه في نعمة لن يحس بقيمتها إلا إذا فقدها!

الرئيس الشاعر تحدث عن ناديه ولم يتعرض لأي ناد آخر.. ومن دس أنفه ورد.. فهذا يأتي على طريقة.. كاد المريب أو المستفيد أن يقول خذوني..

يقول إنه «حاول تنظيف الرياضة السعودية منهم».. ترى ما هذا النفوذ والصلاحيات التي يتمتع بها.. حتى يحاول إبعاد من لا يوافقه الميول عن الوسط الرياضي؟!

من أسوأ ما فعلته اللجنة واعتبره نوع من (الاستفزاز) هو توقيت صدور قرار الإيقاف!.. فهل كان الهدف من صدوره صبيحة حفل التمياط ولقاء الهلال الإنتر.. توجيه طعنة للاحتفال وإحباط الجماهير..؟!

هذا التصرف يذكرني بذلك الأمين الذي طار كالبرق إلى جدة.. وبمعيته قرار الاتحاد «الآسيوي» إيقاف الثنيان.. وليمنعه من مشاركة الهلال «عربياً» في نهائي كأس الرئيس مبارك.. ليصل القرار قبل بداية المباراة بساعتين!..

بعد أن تم ترسية العقد عليها بثمن بخس (نسبياً).. باعته بالمليارات على القناة الخليجية.. وغادرت (بالكاش) و(الصيد الثمين).. والأندية تدفع ثمن هذه الاستغلال البشع..

برنامج (الجوله) حاول الدس وإيهام المشاهد أن هنالك مشكلة في مشاركة الصويلح أمام أبها.. رغم أن سامي الجابر و(قبل) المباراة صرّح بأن اللاعب سيشارك لأنه تحت سن 23 عاماً..

هذه القنوات الحصرية حتى وهي تحتضر وتغادر الساحة.. لا تترك حركاتها.. (الزمار يموت ويده تلعب)..

الإنتر فريق محترم وجاد وهذا ما يميزه حتى في الدوري الإيطالي.. لذا شارك بكامل نجومه ولعب بكل جد ومسؤولية.. ونتذكر عندما قسا على منتخب البحرين بسباعية.. بعكس ما فعل برشلونة عندما لعب بالفريق الرديف في مباراة كاظمة..

العنبر بسبب الإصابة فقده الهلال حالياً كبديل ناجح (للطوارئ).. لأني أرى أنه لاعب (الحل الأخير).. ففي مباراة النصر ومع التكتل الدفاعي داخل منطقة الجزاء.. كانت ستكون له كلمة ولكن!!