بعد سلسلة الزيارات، التي استهدفت الرياض (بيت العرب) لقادة وزعماء الدول العربية، عادت الروح والحراك للدبلوماسية العربية، فبعد التقاء الرئيس محمد حسني مبارك والرئيس محمود عباس والزعيم الفلسطيني خالد مشعل ومبعوثي زعماء الدول العربية الأخرى بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بعدها انطلقت التحركات، وبدأ سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل جولة وتحركاً حاملاً رسائل وأفكار خادم الحرمين الشريفين التي تبلورت من خلال لقاءاته -حفظه الله- مع القادة العرب ورسائلهم واتصالاتهم الهاتفية، ولهذا، فإن جولة سمو وزير الخارجية التي تأتي تتويجاً لحراك سياسي ودبلوماسي يستهدف (حلحلة) حل القضية الفلسطينية التي بدا أنها السبب وراء كل المشاكل والقضايا في المنطقة، فقد أدى تجاوز وتعنت الكيان الإسرائيلي لكل الضوابط والقوانين والتشريعات، إلى خرق واستلاب حقوق الإنسان وبخاصة الإنسان الفلسطيني الذي حرم من أن يحيى حياته كإنسان، فلا وطن ولا سكن ولا مستقبل معروف، ولذلك، فإن الاستجابة لدعوات العنف تلقى استجابة، فيهتز الاستقرار وتكثر الفتن والاضطرابات؛ فأصحاب الحقوق يلجؤون وبكل الوسائل والسبل لاستعادة حقوقهم.
ولهذا، ومن أجل معالجة الفوضى والاضطراب في المنطقة فلا بد من حل السبب الرئيسي الذي صنع كل هذه السلبيات، وبما أن السبب مشخص ومحدد فإن الجهود تتركز وتتجه لهذا الهدف، وهو الذي تسعى جولة سمو وزير الخارجية إلى تحقيقه. المهم أن تتجاوب القوى الدولية، وبالذات الذين يدعمون الكيان الإسرائيلي ويغضون النظر عن أفعالهم غير المنضبطة وغير متعاونة مع الجهود الساعية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
***