Al Jazirah NewsPaper Wednesday  06/01/2010 G Issue 13614
الاربعاء 20 محرم 1431   العدد  13614
 
أنت
أطفالنا وخط الفقر الثقافي
عبد المحسن الماضي

 

هذا عنوان بحث عن الطفل السعودي يقرر أن أطفالنا يعيشون تحت خط الفقر الثقافي!! قال ذلك باحثون سعوديون مهتمون بأدب الطفل وبالأنشطة الثقافية المواجهة للأطفال، ويرون أن نسبة النمو الثقافي لدى الأطفال تتراجع يوماً بعد يوم، خصوصاً في مجال القراءة التي سجلت أدنى مستوياتها، يصاحب ذلك انعدام كامل لمسرح الطفل الذي يعدُّ المكوّن الآخر للثقافة البصرية للطفل والمسؤول عن دعم ملكات الخيال لديه.

وحذَّر الباحثون من نتائج الفقر الثقافي، منها الضعف في تنمية قدرات الطفل اللغوية والتعبيرية.. والضعف في توسيع مداركه المعرفية.. وإغناء مخيلته الإبداعية.. وبلورة شخصيته.. واهتزاز خط التوازن الذي تحدثه القراءة في نماء بنية الفرد الداخلية والاجتماعية وتدعم تحصيله المدرسي ونجاحه المهني والحياتي وتعزز ثقته بنفسه وتطور نموه النفسي والسلوكي بشكل طبيعي.

وركَّز الباحثون على أهمية تعدُّد مصادر الثقافة للطفل.. خصوصاً في هذا الزمن الذي فيه التغير سريع والتنوع كثير والتبدل في الحال متكرر.. فطفل اليوم سوف يتبدل العالم من حوله أكثر من مرة قبل أن يبلغ الثلاثين من عمره، وهو الذي لم يكن يحصل للأجيال السابقة.

يا تُرى ما هو الحل لهذه المعضلة التي يعني إهمالها إضعاف لمجتمعنا.. ومن قراءة طروحات الباحثين الآنفة الذكر فإنني أجد أن الحل قد يكون في القصة التي تؤدي أدواراً، منها المساهمة في معالجة كل بند من البنود التي حذروا منها، ويتسق مع المحفزات التي دعوا إليها.

ففي التعليم نقدم المحتويات الدراسية في نصوص محكمة الصياغة.. ذهنية المضمون.. منطقية المنحى.. ملزمة المعنى.. ونهمل دور القصص في تطوير اللغة وتنمية التفكير وتحسين التعليم.. وما ذاك إلا لشيوع النظر إلى القصص على أنها للتلهي والتسلي فقط.

إنَّ قراءة القصة ليست مجرد عمل لحفظ أحداثها.. والاستمتاع بالتتابع الذي جرت فيه تلك الأحداث، وإنما هي كشف عن معنى بل وتجاوز ذلك للكشف عن معنى المعنى.. فمن خلال قراءة القصة نستطيع أن نكتشف صوراً جديدة في حياتنا وفي أنفسنا ومشاعرنا وطرق تفكيرنا.. بل وتساعدنا قراءة القصة في أن نعيد نظرتنا إلى صور عديدة كنا نألفها اعتيادياً.. وبهذا نزيد وعينا بها.. فالقصة هي قطعة من حياة.. لكنها تكون مكتملة على نحو فني بأكثر مما تكون الحياة الفعلية التي نحياها.. وهي مليئة بالوعي الشديد، وكل شيء بها محسوب ومفكر به وبدقة عالية؛ لذلك فالقصة تعوض وإلى درجة كبيرة ذلك السلوك العشوائي للأحياء وتكمل فراغات الخبرة اليومية التي لا يكون الناس واعين بها على نحو كامل.

إنَّ استخدام القصة على نحو تعليمي يزودنا بفرص عديدة تجعل أطفالنا محبين للاطلاع.. منخرطين في سياقات التفكير التأملي والناقد.. وهذه خطوة مهمة في المسير إلى الأمام.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد