Al Jazirah NewsPaper Wednesday  06/01/2010 G Issue 13614
الاربعاء 20 محرم 1431   العدد  13614
 
مستعجل
ضحايا يموتون بهدوء..!
عبد الرحمن السماري

 

الإهمال والتساهل والاستهتار وراء الكثير من المشاكل والأخطاء الكبيرة التي تقع.. ونحن مع الأسف مستمرون في هذا الاستهتار والتلاعب.. عن قصد أو عن غير قصد.

دعونا نضرب مثالاً بسيطاً لمثل هذا القصور أو هو الاستهتار أو التساهل غير المبرر بضحايا السقوط في البيارات فقط.

كم من شخص مات داخل بيارة؟

كم من شخص مات هذه الموتة المفزعة؟

شخص أو أشخاص يموتون في كامل صحتهم وعافيتهم.. ووجدوا أنفسهم داخل (بالوعة) وعليهم أن يصارعوا الموت وسط هذا المكان المظلم المزعج المخيف لبعض الوقت قبل أن يلاقي حتفه.

كم قرأنا من خبر عن أشخاص ماتوا داخل بيارات ممتلئة بالأوساخ!

لقد تتبعت الأخبار خلال الأيام الماضية.. فوجدت جملة من الأخبار عن أناس صغار وكبار ماتوا داخل بيارة.

في القصيم.. مات عدد من عمال سقطوا داخل بيارة ومات أربعة أو ربما خمسة منهم.

وفي الرياض خلال الأيام الماضية أيضاً.. شخص فقد ابنته ذات الـ(13) ربيعاً داخل بيارة.. سقطت أمام عينيه.. وماتت أمام عينيه ولم يلتفت إليه أحد.. (ما غير طاحت في بيارة وماتت؟).

والكثير من البيارات.. هي في الأساس خطرة.. إما لأن الغطاء متهتك وغير صالح.. ويمكن أن يسقط فيه أي شخص يمر عليه. أو لأنها مفتوحة أصلاً لسبب أو لآخر.. أو ربما.. حتى (الصبة) العلوية لها أصلاً قابلة للسقوط وبمجرد مرور سيارة ثقيلة عليها تتهاوى.

تمديدات المجاري.. لم ولن تحل مشاكل هذه (البيارات) التي أهلكت بعض البشر.

نعم.. بعض البيارات تحول إلى كمين مخيف وسط الاستهتار.. سواء من قبل بعض الأشخاص ملاك العقارات.. أو من غياب الرقابة الصارمة والمتابعة التي توقف هذا التلاعب المخيف فالمجاري الجديدة لا تلغي خطورة هذه البيارات التي ستظل موجودة.. وستظل تهدد الكثير من البشر دون أن يتم اتخاذ خطوات توقف هذا الخطر.

والمشكلة.. أننا نقرأ أخبار ضحايا السقوط في البيارات والضحايا الذين شفطتهم البيارات وماتوا وسط هذا المكان المظلم المخيف..وتمر الأخبار هكذا.. دون أن نتوقف حولها.

نحن بوسعنا وقف هذا الخطر بالمزيد من الأنظمة واللوائح.. وبالمزيد من الرقابة الصارمة.. وبالمزيد من العقوبات التي تطبق بحق كل مستهتر.

ومشاكل تهديدات البيارات لم تقف عند حد شفط الناس في داخلها وتحولها إلى كمين خطير.. بل إن الكثير منها يسيل في شوارعنا.. تاركاً وراءه المياه الآسنة الخطرة.. التي تحمل الأمراض الفتاكة والنجاسات والأوساخ.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد